الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتضمن رؤية المملكة 2030 مجموعة من الأهداف المتعلقة بالتنوع الاقتصادي وتحسين كفاءة الطاقة وإدخال التقنيات الجديدة والتحول الاجتماعي ودعم قطاعات ناشئة مختارة، و من المتوقع أن يكون لهذه الأهداف وسياسات تطبيقها تأثير كبير على تحول كبير في الاقتصاد السعودي خلال العقد القادم . وإذا كان الاقتصاد في خضم عملية التحول والتنوع ، فمن الخطأ الافتراض ثبات مدخلات أي خطة تحويلية واستقرار افتراضاتها والنأي بها عن مخاطر ومفاجآت غير محسوبة. والخطط المرنة التي تتعايش مع المتغيرات المفاجئة والطوارئ الحادثة تتكسب قوة وصلابة وتحقق أهدافها برغم ما قد يطرأ عليها من تحديات في تطبيقها ومخاطر اقتصادية لم تكن في الحسبان.
وعندما تكون الرؤية الاستراتيجية تنتهج سيناريوهات متعلقة بمسارات مختلفة من التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي والتنمية البشرية بشكل عام يتحقق الإنجاز والمضي نحو اقتصادات أكثر تنوعًا واستدامة ، ويستجيب واضعو السياسات الاقتصادية بشكل فعال لوضع تدابير احترازية مع الحوادث غير المتوقعة مثل مراعاة التفاصيل القطاعية المفضلة للاقتصاد بسحب مايطرأ من احداث.
في تحديث لرؤيته عن الاقتصاد السعودي ذكر البنك الدولي في ١٦ أبريل نوعين من المخاطر الرئيسة على الاقتصاد السعودي : أولاً ، التراجع الأخير لأسعار النفط ، و ثانيًا انخفاض توقعات النمو العالمي بسبب جائحة الفيروس التاجي وتأثيرها على الطلب على الطاقة وأرباح الهيدروكربونات ، وأضاف البنك في تعليقه : أنه من الصعب تقييم قنوات التأثير غير المباشرة في الاقتصاد مثل الأثر علي سلاسل القيمة والقطاعات التجارية و التدابير الوقائية ، أو تدابير خفض الإنفاق المحتملة رداً على انخفاض الإيرادات.
والمتوقع أن انخفاض عائدات النفط الذي صاحبه الإنفاق التحفيزي الهائل بتوجيهات القيادة الرشيدة لدعم لبيئة الأعمال والتي تهدف إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية سيعيد كتابة المشهد الاقتصادي للمملكة لسنوات قادمة، وسوف تستمر المملكة في رؤيتها العملاقة وإن تغيرت أولوياتها بشكل عرضي وتبقي البنية التحتية الاجتماعية ومشاريع النفط والغاز صاحبة الأولوية القصوى، و سيستمر الاستثمار مع أن وتيرة الإنفاق ستتباطأ.
على المدى الطويل ، لم تتغير الأهداف الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية، وسيزيد الطلب على جميع أنواع السلع والخدمات ، بدءًا من المنتجات الاستهلاكية إلى الكهرباء وخدمات الرعاية الصحية والتعليمية والبنية التحتية وتلبية الحاجة إلى وظائف جديدة لشباب المملكة. إن الآثار السلبية التي احدثتها جائحة الفيروس التاجي ، تعتبر الاختبار الأول لمدى مرونة رؤية المملكة 2030 واستجابتها للتغيرات غير المتوقعة ، فكانت ردة الفعل عليها كما عبرت عنه مجلة “ميد ” الرصينة بقولها : ستستمر الرياض في الاستثمار ولكن الأولويات تغيرت .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال