الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ تفشي جائحة كوفيد-19 أو ما يعرف بالفيروس التاجي المستجد (كورونا)؛ تمر على البشرية جمعاء بدون استثناء للدول الغنية أو الفقيرة تحديات عديدة على رأسها توفير الرعاية الصحية المستدامة. لذلك يسارع القطاع الصحي حول العالم الخطى لتقديم الخدمة والرعاية الصحية اللازمة للحالات المصابة. وقد يبدو للوهلة الأولى صعوبة فهم العلاقة بين القطاع الصحي وقطاع الطاقة؛ وبسبب جائحة كورونا العالمية برزت أهمية تأمين إمدادات كهربائية آمنة وسلاسل توريد طبية مستدامة وأجهزة تبريد ذات كفاءة عالية لتخزين اللقاحات.
وعلى مستوى دولي تنبهت عدد من الحكومات حول العالم الى ضرورة الجمع بين الصحة والطاقة وخلق التآزر بينهما. ولتأكيد على أهمية الربط بين الصحة والطاقة عالمياً، ضمنت أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (الأهداف 17) في الهدف الثالث المعني بتحقيق الصحة الجيدة والهدف السابع المعني بتأمين طاقة ذات تكلفة ميسورة ونظيفة. حيث ستكون هذا الربط خطوة مهمة نحو الإسراع بتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. فمعظم الدول المتقدمة لديها نظام رعاية صحي عالي الجودة مقروناً بإمدادات طاقة آمنة، وعلى النقيض يفتقر عدد كبير من دول العالم إلى متطلبات الرعاية الصحية الأساسية وإمدادات الكهرباء الموثوقة.
على سبيل المثال ما يقرب من 60 في المائة من مرافق الرعاية الصحية في أفريقيا لا تصلها الكهرباء. بالإضافة إلى ذلك، يتم هدر نسبة كبيرة من اللقاحات على مستوى العالم بسبب عدم موثوقية امدادات الطاقة الكهربائية وبالتالي ضعف كفاءة مبردات حفظ اللقاحات والأدوية. ولذلك لابد من التأكيد على أهمية مفهوم أمن الطاقة وتوفير طاقة ذات تكلفة ميسورة ومستقرة وآمنة ومستدامة وذلك باعتبارها “كعامل تمكين” للحد من الكلفة البشرية في زمن الجوائح والأوبئة.
خلال رئاستها لمجموعة العشرين في 2020م، أثبتت المملكة من خلال استجابتها السريعة لمحاصرة جائحة كورونا؛ دورها القيادي والعالمي نحو الاهتمام بتحقيق الرفاه والأمن الإنساني بالقضاء على الأوبئة والأمراض. إضافة إلى تعزيز السياسات الصحية وضمان الحصول على رعاية صحية ذات تكلفة ميسورة أو مجانية خصوصاً في فترات الجوائح والأوبئة. وقد ساهمت المملكة بتقديم 500 مليون دولار للمنظمات الدولية، لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا في تعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، وتوفير أدوات حماية للعاملين في القطاع الصحي. إضافة إلى هذه المبادرات، أكد سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في كلمته الافتتاحية في الاجتماع عن بعد لوزراء الطاقة لمجموعة العشرين-شهر أبريل الماضي- إن إمدادات الطاقة الموثوقة و ذات التكلفة الميسورة مع سهولة الوصول إليها، ضرورية لتمكين الخدمات الأساسية للإنسان؛ و يشمل ذلك تقديم خدمات الرعاية الصحية لدفع جهود تعافي الاقتصاد العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال