الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يقول مارك توين : سر النجاح والتقدم في العمل هو أن تبدأ العمل .. هذه المقولة تنطبق على منظومة قطاعنا المالي في الأفكار والأسلوب المهني المتكامل .
أول خارطة طريق سعودية اطلقها سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله كانت : الانسان اولاً .. ليجتمع بعد ذلك بدعوته الكريمة مع قادة دول العشرين في مارس الماضي والخروج بحزمة انقاذ وصلت الى خمسة تريليون دولار .
وزير المالية محمد الجدعان أعلن عن منظومته المالية في ظل هذه التداعيات ، فسارعت حينها الحكومة الرشيدة بضخ المزيد من الاموال والحوافز التنشيطية المتتابعة للقطاع الصحي والقطاع الخاص حيث ركزت هذه المنظومة على التوجيهات الكريمة بمسارات متعددة نحو صحة الانسان السعودي والمقيم ورفع جاهزية القطاع الصحي اجمالاً ثم تعزيز قوة العمل في القطاع الخاص بالاجور ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة والمبادرات التي صاحبت ذلك من مختلف الابعاد المالية والتمويلية كي يحافظ الاقتصاد السعودي على استقراره.
هذا الدعم السخي تركز في اكثر من ١٢٩ مليار ريال للقطاع الخاص ٤٧ مليار ريال للقطاع الصحي ٩٩٥ مليون ريال مختبرات واعمال صحية مشتركة مع الصين ، دعم منظمة الصحة العالمية بأكثر من ٥٠٠ مليون دولار ، ومع كل هذا الحجم الانفاقي الكبير الا ان مؤشرات المملكة المالية العالمية حافظت على مكتسباتها في الاستقرار والتصنيف بل ان الامر تجاوز ذلك الى تحقيق معدلات عالية في اقبال المستثمرين على السندات الحكومية محليا وعالميا.
كل هذا الزخم الاقتصادي والمالي ما كان له ان يكون لولا الاستراتيجية التنفيذية للقطاع المالي في جانب الانفاق وتحفيز الاقتصاد والابقاء على مستويات آمنة في العجز المقدر بـ ٣٤ مليار ريال خلال الربع الاول من هذا العام، ومع جائحة كورونا الا انه ايضا اتى اقل مما تم التخطيط له او حتى المتوقع ، هنا مربط الفرس والذي يراهن دائما اقتصادنا الوطني على تحقيق اعلى درجات النجاح وبتفوق.
هذه المثالية المالية هي بداية الطريق للخروج بالاقتصاد السعودي من جائحة كورونا سليماً معافى، وبالرغم من الانخفاض الحاد في اسعار النفط الى ان الاستقرار الذي صاحب القطاع الغير النفطي هو الآخر اظهر حقيقة الاستمرار في تنوع خارطة مصادر الدخل وهذا هو الانسجام الذي اكدته رؤية المملكة ٢٠٣٠ فمنذ انطلاقتها المباركة تتابعت معدلات الارتفاع في الايرادات الغير نفطية كثيرا ، ومع تداعيات كورونا فإن ذلك من وجهة نظر الاقتصاد يعد ذلك انجازاً وتفوقًا وكفاءة غير مسبوقة في اي مكان بالعالم.
نعم نحن على اعتاب تداعيات قد تمتد لستة اشهر او تزيد لكننا قادرون على توظيف الممكنات المالية والاقتصادية وقادرون على توفير ابعاد جديدة ومتواصلة في معطيات الاقتصاد الكلي بكافة قطاعاته الانتاجية والخدمية وحتى المستوى القياسي للاسعار سيستمر في الثبات ، وبالمزيد من التفاؤل الاقتصادي الموضوعي سننتصر وسيعود النمو الاقتصادي للتصاعد وستتحقق الكثير من المشاريع والبرامج الاستثمارية ودوران اكثر استجابة للرسملة والسيولة العالية التي تُعظّم الطلب الكلي .
لقد حمل حديث وزير المالية السبت الماضي جوانب مهمة لطمأنة الداخل والعالم من خلال التنفيذ لعدة اجراءات وحوافز للباحثين عن الفرص الجديدة التي يمكن استغلالها من داخل الازمة اضافة الى الاستقرار النقدي في جانب السيولة ومتانة القطاع المصرفي الائتماني ، هذه التدابير بوصفتها العلاجية نقلة نوعية في الاداء المالي نتوقع من خلاله تجاوز الازمة والخروج منها بنقاط قوة ومفاهيم واداء مختلف نحو الافضل.
حديث الوزير يتسم بالصراحة والحقيقة في وقت يواجه العالم أجمع شبح الركود وبداية الانزلاق نحو الكساد بعد إذ توقفت مطارات العالم وصناعة النقل ومؤسسات القطاع الخاص والتي سيصاحبها تراجعا في الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي في الدول المتقدمة قد يصل الى ٢٤٪ ومع ذلك وبالرغم من آثار هذه الازمة الا ان الاستقرار المالي للمملكة ثابت ومتوازن فمعايير الدين العام وتكلفته والاحتياطات النقدية لايزال مركز المملكة هو الأفضل حيث ان نسبة الدين العام من الناتج الاجمالي الحقيقي في ديسمبر الماضي قد وصل الى ٢٢.٨٪.
والحقيقة انه في مفاهيم الاعلام الاقتصادي حمل حديثه ايضا الصراحة المطلوبة والايضاح الوافي لمجريات الامور والمعرفة الاقتصادية والعمل التكاملي للتعاون بين كافة الاطراف انها منهجية الواقع والتوقع والشفافية المهنية ، وفي المقابل المتزامن مع هذه الشفافية خرجت ايضا ساما في عمل اكثر من ايجابي لتوضح موقف سياسة سعر الصرف الثابتة بالدولار الامريكي كخيار استراتيجي بعد إذ تم تداول تقارير اقتصادية حول ذلك ، لذلك اضحت الابعاد الاقتصادية والمالية في المملكة اليوم اكثر وضوحاً .
مجمل القول : في الاقتصاد السعودي هناك مسلمات ثابتة وشامخة وأي تحليلات خيالية ما تلبث ان تعود الى ادراج الرياح ، الأمثلة كثيرة ! نعم لم تنتهي بعد معركة كورونا ولا يزال خطر كوفيد – 19 قائماً بيد أن الاعمال الذكية المتواصلة التي يقوم بها قطاعنا المالي انجاز نوعي متين لتعامله الناجح مع الجائحة في أسوأ الظروف والاحتمالات متوجةً بالامل نحو مستقبل تتكامل فيه الممكنات والخطط الوقائية والاستباقية لأي وباء آخر وأي معضلة اقتصادية أخرى .
كما تحدثت في مقالات سابقة سنشهد انتعاشاً غير مسبوق مع بداية العام ٢٠٢١ يصاحبه ارتفاع في الطلب العالمي على النفط ودوران للسيولة الضخمة التي بدورها ستسهم في انتعاش القطاعات الصناعية العالمية في بداية جديدة لدورة اقتصادية على خلفية التعافي الاقتصادي العالمي ، كونوا على ثقة واكثر في اقتصادكم وافخروا بانجازاتكم المتلاحقة التي تضع الانسان السعودي اولاً فنحن نملك بكفاءة الثلاثة عناصر للانتاج : رأس المال القوي والمتنوع ( الاحتياطات الضخمة التي تقترب من نصف تيرليون دولار ) ، وثروة الموارد البشرية المؤهلة ، ثم الموارد الطبيعية الوفيرة ، مضافا لها العمق الجغرافي وتوطين التقنية وغيرها الكثير .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال