الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد يبدو اسم المقال غريباً بعض الشيء، فما الذي قد يقدمه فيروس كورونا غير الضرر، لقد انتشر كورونا سريعاً مثل النار في الهشيم؛ لقد جعل جميع الأمم متساوية بغض النظر عن الثقافة أو المهنة أو حتى الوضع المادي والاجتماعي وعاملنا هذا المرض جميعاً كأفراد على قدم المساواة، واضطرّنا إلى المُكث في البيوت؛ مما جعلنا نتذكر أولئك الذين يقضون لياليهم في السجون، وإلى لم شمل العائلة الصغيرة أكثر من ذي قبل والقرب من الله، ذكرنا كورونا بقيمة صحتنا التي يجب ألا نهملها؛ لقد أحدث الكثير من الأعراض الخطيرة على الاقتصاد العالمي؛ فضلاً عن الخسائر البشرية المهولة، ولكني رغم ذلك فأنا مؤمنٌ بأن هناك أموراً أخرى ذات جوانب إيجابية قد لفتت انتباهي أمام صحوة الصدمة وخلال هذه الفترة البسيطة؛ فقد أجبرتنا الظروف على أن نغير طريقة حياتنا اليومية وجدول أعمالنا الرتيب، أولها ظهور وظائف “هامشية” وليس لها تأثير ملموس على أداء الشركات أو المراكز.. إلخ.
الأمر الذي جعلني أزداد إيماناً بأن قياس العمل يجب أن يكون وفق معدل الإنتاجية وليس ساعات العمل، نشطت لدي فكرة أهمية تحفيز الوظائف الحرة –أي العمل عن بعد والتي لا تتطلب الحضور الشخصي للعمل–، لكن يجب أن تتغير بعض العقليات الإدارية كي تقتنع القيادات في القطاع الحكومي والخاص بجدوى العمل الحر، وألا يُحصر في طرق العمل التقليدية، فالعمل الحر قد يقدم حلولاً سريعة ومرنة ورخيصة.
ثانياً: لقد ضرب كورونا البيروقراطية وبشدة عبر الحائط؛ فها هو العمل عن بعد يساعد في تسريع بعض الأمور الإيجابية مثلما أتمته الكثير من العمليات الورقية؛ وإلى استعمال التقنية وبعض التطبيقات الخاصة بشكل أكبر في الدراسة والعمل عن بعد، أيضاً وبسبب ظروف الانعزال الراهنة قد تظهر ابتكارات جديدة تحت مبدأ “الحاجة أمُّ الاختراع”، ثالثاً: قد تفكر بعض الشركات والجهات الحكومية في تقديم خدماتها عن بعد ومعالجة قضايا المجتمع عن بعد، الأمر الذي قد يترسّخ لاحقاً حتى بعد زوال أزمة كورونا، وقد تُعقد بعض المؤتمرات والتي يحضرها الآلاف من شتى أرجاء المعمورة بشكل مختلف؛ فتتحول إلى مؤتمرات افتراضية عبر الانترنت، كذلك قد تعرض أنظمة الرعاية الصحية في العالم معالجة الناس عبر الانترنت.
هل سيقف الأمر عند هذا الحد؟ قد تكون ثمة أشياء أخرى إيجابية قد تغيرت فعلاً في حياتنا بسبب فيروس كورونا، حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والإيمان.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال