3666 144 055
[email protected]
يعرف علم الإجتماع على أنه دراسة للمجتمع وأنماط العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي وثقافة الحياة اليومية . فعلم الإجتماع هو علم يدرس كيفية تكون العلاقات بين البشر والكيفية والأسباب التجمع والتفرق ولماذا وأين وكيف يتعايشون ويتفرقون وفيم يتنافسون . بالطبع لا يذكر هذا العلم إلا ولابد من ذكر العالم الجليل المؤسس له وهو عبدالرحمن بن خلدون رحمه الله ، وتتصدر نظريته عن العصبية القبلية المشهد في تفسير أصل البشر وكيفية أن الإنسان يولد في عصبية أو عصبه وتتكون في داخلها أفكاره وتوجهاته .
كذلك يرتبط علم الإجتماع في شرح علاقات طبقات المجتمع وكيفية إما الإنسجام أو التنافس بين هذه الطبقات في المجالات الإجتماعية وكذلك الاقتصادية . هذا التنافس بين الكتل هو ما ندرسه نحن مختصي التغيير ، يشمل ذلك مثلا التنافس وأحيانا التصادم ما بين الإدارات داخل المنظومة الواحدة ، وكثيرا ما نرى درجات عالية من التصادم مثلا بين التسويق والمبيعات . فالأول يصنع استراتيجية إختراق أو توسيع لمنتجات الشركة أو خدماتها بعد دراسة مستفيضة ، والثاني هو من عليه إستغلال هذه الخطة ولكنه يخطر للطرف الأول بأنه لا يعرف السوق وظروفه مثلا وهنا تتولد شعلة الإختلاف والتي قد تكون صحية إن تم إستغلالها لتصحيح وتنقيح الخطة وآلية تنفيذها من قبل متخذي القرار أو تحولها لمحاور خلاف تدمر الكيان .
لذلك فإننا نحن مستشاري التغيير نعمل على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين طبقات الكيانات التي نعمل بها ، فالصراع الطبقي كما نوه العالم الكبير كارل ماركس هو أكبر مولد للصراعات ، وهنا نحن نعمل مع صراعات طبقية أفقية وعمودية . والعمودية تكون بالعادة على النحو التالي من الأعلى نحو الأسفل : مجلس الإدارة ، الرئيس التنفيذي ، الإدارة العليا ، الإدارة الوسطى ، الإدارة الإشرافية ، العمالة العامة . تدخل مراحل التغيير صراعات عمودية بين هذه الطبقات داخل المنشآت والمنظومات بشكل رئيسي بسبب الجانب الهجومي من قبل مجالس الإدارات ذات الطموح العالي والنظرة المادية الصرفه والبعيدة عن التفاصيل اليومية للأعمال وقراءتها عبر قوائمها المالية ، وبين الجانب الدفاعي الموجود لدى الفريق التنفيذي في المنشأة أو المنظومة والذي يحاول إمتصاص طلبات مجلس الإدارة ولكنها يقاوم من دوافع داخلية وكذلك بسبب العلاقات الخاصة والإرتباط الإجتماعي بزملاء عملهم والتي امتدت لسنوات ودخول الجانب الإنساني بشكل كبير في القرارات اليومية ، وهذا ما يولد هذه المشاكل الكبيرة والمعطلة للأعمال .
ومن أشهر الصراعات الطبيقية في سوق العمل التجاري هو الصراع الحاصل بين ثلاث جهات في قطاع المطاعم بين : المستهلك ، المطعم ، وتطبيقات التوصيل . فنلاحظ كثيرا ونظرا لحساسية القطاع خصوصا في المدن الرئيسية مثل مدينة الرياض والتي تشكل المطاعم فيها مسألة أمن غذائي حيث أن معدل تناول الطعام من قبل مطعم يشكل في العادة وجبتين من ثلاث في اليوم . وجود صدام بين المستهلك والمطعم في مسألة ضرورة أن يقدم المطعم عروضا للمستهلك مقابل أن يشتري منه ، والتهديد المستمر من قبل المستهلك بتوجهه لمنافس في حال لم يوفر له مزايا إضافية مثل برنامج نقاط أو خصومات أو هدايا . كذلك نرى الصدام الضخم بين المطاعم والتطبيقات على مسألة الرسوم التي تفرضها على المطعم لقاء خدماتها سواء بتسويق المطعم أو بتسويقه وتقديم خدمة التوصيل . هذا الصراع الطبقي هو أحد أمثلة مشاريع التغيير التي نتعامل معها في محاولة لصناعة فوارق تساعد في حل النزاعات داخل المنشأة أو المنظومة وإخراجها من ورطتها .
حياتكم تغيير دائم وجميل
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734