الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد ان قرر معالي وزير التعليم الشهر الماضي نقل جميع الطلبة والطالبات للصفوف الدراسية التالية وتنظيم اختبارات التعليم الجامعي وما في حكمهم بسبب جائحة كورونا (عفانا وشفانا الله واياكم منها)، حتما سيدفع ذلك بمزيد من اعداد خريجي الثانوية بكافة فئاتها وكذلك الكليات والجامعات والمعاهد الى سوق العمل وخانة البحث عن عمل، خاصة في ظل آلية التعليم والاختبار عن بعد والتي تعد اكثر يسر ومرونة من التعليم واختباراته بوضعه السابق والمعتاد.
ومن جانب اخر وكما هو واضح للجميع تسبب وباء كورونا الجديد بشلل اقتصادي لكثير من قطاعات الاعمال كقطاعات الطيران والفنادق والسفر والترفيه وقطاع التجزئة، والذي سيؤدي حتماً لتسريح اعداد كبيرة من الموظفين والموظفات رغم دعم الدولة السخي لمحاولة الحفاظ على وظائف المواطنين، وبالتالي ستعود تلك الأعداد من الموظفين والموظفات الى خانة البحث عن عمل من جديد، وهو الامر الذي لا يلوح له اَي أفق او ضوء في نهاية نفق كورونا المظلم.
واذا جمعنا اعداد حديثي التخرج لهذا العام مع الذين فقدوا وظائفهم مؤخراً او المتوقع فقدانهم لوظائفهم قريباً حتما سنصل لأعداد تراكمية صادمة خلال الأشهر القادمة ستُرهّل مستويات البطالة اكثر واكثر ، حيث وصلت معدلات البطالة بنهاية عام 2019م إلى 12% وهي نسبة كانت جيدة نزولًا من 12.9% والتي وصل اليها المؤشر في الربعين الاول والثاني من عام 2018م والذي يعتبر آنذاك اعلى معدلات البطالة في 4 أعوام
ومما سبق ذكره ارى وبكل وضوح ان معدلات البطالة قد تعود لأرقامها القياسية وقد تتجاوزها بنهاية هذا العام، والهدف من ذكر ذلك ليس ترجيفاً أو تشاؤمًا بل تشخيص واقعي للوضع بشكل عام حتى نقف مع أنفسنا ومع الجهات ذات العلاقة للتوصل لاية حلول يمكنها تخفيف وطأة الاثار السلبية لوباء كورونا على مستويات البطالة، وهو الدور المحوري الذي يقع على عاتق وزارة الموارد البشرية ووزارة التعليم والجهات التابعة لهما.
فتعزيز برامج العمل عن بعد، والعمل المرن وإتاحتها بشكل اكبر قد يكون مخرجا وان كان مخرجاً ضيقا جداً، ولكن قد يكون تأسيس برامج تدريب تأهيلية وبرامج تحوير وتجسير لمن يبحثوا عن عمل لمرحلة مابعد كورونا، حل ناجع خلال الأشهر القادمة لكسب مزيد من الوقت من جهة، ومن جهة اخرى لتحضير المتعطلين والباحثين عن العمل لبداية اكثر قوة لمرحلة ما بعد كورونا، وان تعذر ذلك وبقينا في خانة المتفرجين فيجب ان نتوقع حرجا كبيرا وتحديًا اكبر في تحقيق هدف رؤية 2030 بالوصول لنسبة البطالة إلى 7%.
الخلاصة : يقول كونفوشيوس (ليست العظمة في ان لا تسقط أبداً، العظمة ان تنهض كلما سقطت)
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال