الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
البيتزا عشاقها بالملايين وسوق البيتزا سوق كبير وأرباح مطاعم البيتزا في أنحاء العالم بالمليارات. تعامل شركات البيتزا مع فيروس كورنا وردود أفعالها في تقديري يعتبر من أفضل النماذج والأمثلة التي استطاعت أن تبدع وتتكيف مع أزمة كورونا. في السوق المحلي والأسواق العالمية كانت شركات البيتزا من بداية الأزمة وهي تستنفر أفكارها وقدراتها للمرور من بوابة الأزمة بسلام، صحيح الحرب الطاحنة في سوق البيتزا مازالت مشتعلة، لكن شركات البيتزا الآن لا تسعى إلى تحقيق أرباح طائلة بقدر ما تسعى إلى البقاء في السوق والاحتفاظ بعملائها بقدر الاستطاعة.
السعر وعمل خصومات كبيرة كانت أول استراتيجية لجأت لها شركات البيتزا للحفاظ على حصتها السوقية. فمثلا البيتزا الآن وبالحجم الكبير في بعض المطاعم تصل إلى 25 ريال بعد أن كان سعرها يصل إلى 42 وأكثر، وهناك مطاعم رفعت من جودة فطائرها أو زادت مكوناتها وخفضت أسعارها وهي معادلة صعبة تحتاج إلى فكر متطور ومرن في الادارة والتسويق، معادلات صعبة فرضتها كورونا على الجميع والناجون هم من يستطيعون حل المعادلات وتفكيكها وفي أوقات قياسية.
ولأن السلامة عنوان كل من يريد الحياة في زمن كورونا؛ تحاول مطاعم البيتزا إقناع عملائها بأنها تتخذ كل التدابير الاحترازية في التعامل مع كورونا، ففطائرها يتم طهيها في أفران مرتفعة الحرارة ولن تجد لها كورنا سبيلاً، والزبائن ممنوعون من الدخول على موظفيها حماية لهم وللمكان، والعميل يجب عليه الوقوف أمام الباب ليتعامل معه الموظف ويخدمه بنفس راضية ويتقبل العميل هذا الأمر بنفس راضية في مشهد غريب على الطرفين.
وإذا كان العملاء لن يستطيعوا أن يأتوا للمطعم وإذا كانت أبواب مطاعم البيتزا لم تعد مفتوحة للعملاء ليجلسوا ويأكلوا ويستمتعوا ثم يغادروا، إذن ليظل العملاء في بيوتهم لتصلهم طلباتهم، ومن حسن حظ مطاعم البيتزا أن تطبيقات التوصيل التكنولوجية المتنوعة منحتها وغيرها فرصة كبيرة لتنمية مبيعاتها بهذه الطريقة. بل أبعد من ذلك بعض المطاعم استخدمت طائرة دراون لتوصيل البيتزا من باب السلامة ومن باب التسويق؛ وانتشرت قصة مطعم بيتزا في أستراليا قدم خدمة التوصيل بطائرات صغيرة في بعض المناطق النائية، ليؤكد أن الشركة الناجحة عليها أن تفعل كل ما تستطيع أن تفعله لتحافظ على عملاءها وتسعد زبائنها بدون تردد.
وللتعامل مع أوقات الحضر والتي تتوافق مع أوقات أكل البيتزا المفضلة بدت شركة مايسترو في ادخال طريقة جدية في تقديم البيتزا وهي “تيك اند بيك” وهي بيع بيتزا جاهزة بكل محتوياتها وما على العميل إلا وضعها بالفرن وقت ما يشتهيها ليحصل على قطعة بيتزا شهية بشكل طازج.
ولأن الابداع لا ينتهي ومن باب استغلال الازمة والتسويق بالغرائب؛ استثمر مطعم بيتزا في شيكاغو مالديه من أجهزة ومعدات في صناعة أقنعة واقية ومعدات حماية شخصية من كورورنا، قام صاحب المطعم وبمساعدة فنيين بشراء أوراق كبيرة من الأكريليك، وصنعوا أقنعة للوجه نصف دائرية لتثبيتها عليها، ويتم لصقها بواسطة لهب فرن البيتزا وتعمل حرارة فرن البيتزا ايضاً على ثني أوراق الأكريليك لتأخذ شكل منحنى، ويقوموا بتوزيع معدات الوقاية الشخصية وتقديمها في علب البيتزا الكارتونية، ومن صناعة البيتزا إلى صناعة الأقنعة ياقلب لا تحزن، ومرن أخاك لا بطل.
أما هذا المطعم فقصته عجيبة، مطعم بيتزا في مدينة دورتموند الألمانية، المطعم أسسه صاحبه في عام 2013 باسم مطعم ” كورونا “، والبيتزا ومن بين فطائر البيتزا بالتأكيد فطيرة كورونا، تصور ماهو مصير المطعم الان؟ أتفق معك في أن الاسم سيجلب المتاعب لصاحبه ومطعمه، وأن تشاؤم العملاء من الاسم أمر حتمي وواقع لا محالة، لكن صاحب المطعم يطرح وفي الاعلام واقع مختلف ويتحدث عن حظه السعيد في صفحات الصحف، يقول أن كل من يضع على جوجل كلمتين ( كورونا ودورتموند) يصل تلقائياً إلى صفحة مطعمه لهذا فان الطلبات على بيتزا كورونا لا تتوقف..!
أن تبدع وتبتكر وتسوق في وقت الأزمات أمر صعب؛ وأن تهمل التسويق ولا تحاول التكيف أمر قاتل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال