العالم بعد كورونا

بعد جانحة  – كوفيد 19  التي اجتاحت العالم منذ اكتشاف بؤرتها في الصين و تحديداً في مدينة ووهان في يناير 2020م . تعطلت عجلة اقتصاد العالم بعد غلق جميع الأنشطة للحد من هذه الجانحة . أصبح العالم قاب قوسين أو ادني أن يتجاوز الكساد العظيم الذي اجتاح العالم  . 

و السؤال المطروح الآن : هل سيكون العالم  كما كان قبل هذه الجانحة ؟ 

و للإجابة على هذا السؤال بشكل مبسط علينا أن نعرف بأن العالم سوف يشهد تغيرات جذرية في عدة مجالات و تحديات جديدة في أنماط متعددة , كالابتكارات و الاهتمام بشكل جدي في تغير شكل إدارة الاقتصاد و الإنتاج و الابتعاد بقدر ما عن النمطية التي كانت سائدة ما قبل هذه الجانحة . و إذا ما نظرنا الي شكل التنافس الذي سوف يكون بين الدول على وجه العموم و المستثمرين على وجه الخصوص سنجد بأن الاهتمام سوف ينصب على التنافس في مجالات  عدة من اجل التنوع و الابتكار و اكتشاف المزيد من المجالات .

بعد انكشاف ثغرات عديدة في مطلوبات مجابهة هذه الجانحة في جميع الدول بما فيها الدول الصناعية الكبرى , و على سبيل المثال النقص الحاد الذي حدث  في المنتجات و الأجهزة  الطبية  و الطلب الكبير على هذه المنتجات في ظروف انتشار مثل هذه الأوبئة ,  أما المثال الآخر فيتمثل في الحاجه الماسة في مجال التقنيات و التكنولوجيا و التطبيقات الإبداعية التي أصبحت من ضروريات حياة البشر في جميع المجالات و ممارسة نشاطاته خاصة في مثل هذه الظروف يحتاج إلي مثل هذه التقنيات في الدراسة عن بعد و عقد الاجتماعات بواسطة الفيديو و المدفوعات و الحكومة الالكترونية و تسهيل طلب الخدمات من  المطاعم و شركات التوصيل و في مجالات أخرى لا حصر لها . عليه فسوف يزيد إنفاق الدول و الشركات الكبرى للاستثمار أكثر في مثل هذه القطاعات . لذا فإننا سوف نشهد تغيرات كبيرة مستقبلا في سلوك البشر في  تغير شكل الوظائف و نمط الحياة , مما  سيؤدي الي ثورة هائلة في التحول من الاقتصاد الذي يعتمد على موارد ذات الأشكال النمطية السائدة الي اقتصاد يعتمد الي تغيرات جوهرية في تنوع الإيرادات حسب متطلبات المستقبل في عالم يسوده التنافس و البقاء للأقوى .