الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعد الاقتصاد السعودي نموذجاً عالمياً فريداً، قد يختلف البعض معي قائلاً انه (يعتمد على النفط) أو أي كلمات أخرى متداولة في الإعلام العالمي. ولكنني أعلم جيداً المرونة العالية لهذا الاقتصاد وتمكنه من التكيف مع الأزمات والخروج منها كرابح أكبر، ليس بسبب النفط فحسب، بل بسبب الإدارة السعودية ذات الكفاءة والإحسان.
ملف خصخصة الأندية كان على الطاولة منذ عام 2012 وقبل ذلك بكثير، فكان يتنقل بين مقترح ورأي وقرار، ولكننا وصلنا قبل أيام إلى اعلان مصادر عن إصدار لائحة الخصخصة ورفعها إلى مجلس الخبراء ونتوقع أن يتم الرد عليها بالموافقة خلال الشهرين القادمين. أصبحنا حرفياً على أعتاب (حلم) الخصخصة الذي طال انتظاره. البعض ينظر للموضوع من ناحية استثمار في رعايات أو منشآت، وأراها استثمار في طاقات وانجازات وروح شبابية سعودية طاغية تتجدد على مر السنين.
نصيحتي الأولى للمستثمر، بأن الاستثمار التدريجي في الرعايات والفعاليات والمنتجات في الأندية هو المدخل السليم للخصخصة، حيث يكون استثمارك في رعاية فرق سنية أو اعلانات لمنتجاتك في النادي وغيرها ومراقبة استثمارات الأخرين من خلال وجودك في السوق ستعطيك قياساً حقيقياً عن مدى استدامة هذا الاستثمار وبالتالي تعطيك أرقاماً حقيقية تبني عليها دراسة الجدوى الاقتصادية لتقدم على خطوة الخصخصة بشكل صحيح وبأقل مخاطر ممكنة.
النصيحة الثانية، بأن لا يصر على الاستثمار في الاندية الكبار، هذا على الرغم من الجدوى الاقتصادية العالية، ولكن لا ينسى ان قيمة العطاءات أيضاً ستتضخم بشكل قد يفوق القيمة الفعلية وهذا سيجعل الاستثمار مدفوعاً بعاطفة قد تدخل المستثمر في مخاطر عالية. لذلك فإن المخاطرة المحسوبة بالاستثمار التدريجي ثم الدخول بملف الخصخصة في احد اندية المحافظات الثلاثة عشر هي الطريق الأسلم، وهذه الأندية تحظى قطعاً بجماهيرية محلية معقولة مع انتماء بعض الجمهور بطبيعة الحال لأندية جماهيرية في المدن الكبيرة الأخرى سيعود انتمائهم لفريق محافظتهم بمجرد تحقيقه لنتائج مرضية.
النصيحة الثالثة بأن كرة القدم ليست هي الرياضة الوحيدة في المملكة، فهناك رياضات جماعية أخرى هامة جداً ولها اهتمام متزايد بين الشباب يمكنك تدعيمه، ويمكن على سبيل المثال الدخول في استثمار او حتى خصخصة لنادي تتفوق فيه رياضة مثل كرة اليد أو غيرها، فيصبح تركيز المحافظة على نجاح كرة اليد كلعبة تتميز فيها المحافظة، ومثال ذلك نادي الخليج في محافظة سيهات. الذي رغم انه ليس من الفرق المميزة في كرة القدم، ولكن سبب شهرته كان فريق كرة اليد لديه وذلك لوصوله بشكل دائم لمنصات التتويج وبالتالي امتلاء مدرجات صالاته المغلقة.
النصيحة الرابعة بأن لا يكون مستثمراً ملائكياً Angel Investor ولا يترك العاطفة تتحكم في قراراته، لأن المجال الرياضي في المملكة رغم تاريخه الطويل محلياً وعالمياً، لكن صدور قرار الخصخصة هو نقطة تحول تاريخية وأعتبرها ولادة جديدة للرياضة السعودية لتصبح وجهةً استثمارية حقيقية ولن تكون الاموال المدفوعة دعماً لنادي تشجعه وتريد أن تراه في منصات التتويج فحسب، فقد تتحدث عن استثمار مليارات الريالات لنادي يحضر مبارياته مئات الالوف، وتتكلم من ناحية أخرى عن استثمار مئات الملايين لنادي يحضر مبارياته عشرات الالاف خلال الموسم الرياضي، وهذه معلومة وليست رأي.
أخيراً أقول، أهلاً بكم في عالم الاستثمار الرياضي، لتكون مساهماً فاعلاً في أحد أهداف الرؤية السعودية 2030 في الرياضة، التي أرى فيها الماضي التليد والمستقبل المتجدد، ولن يكون استثمارك في النادي مقابل قوة ناعمة أو وجاهة تكتسبها كما كان في الماضي، بل ستكون نتيجة استثمارك بمشيئة الله ربح مباشر وغير مباشر بإستدامة وثبات قد تتفوق على الكثير من الاستثمارات الأخرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال