الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الأرقام هي لغة العصر يجدها الكثير أفضل طريقة لإيصال المعلومة للمتلقي. كان يوم 12 مايو 2020 هو اليوم المرتقب للكثير من المغرضين والمحبين على حد سواء لقراءة أداء أكبر شركة نفطية في العالم. جات الأرقام بعكس ما يشتهي المغرضون فبدواء بالبحث عن مجال للهروب من الحقيقة والواقع بالحديث عن مقارنات أداء الشركة لعام 2019 و2020 أي بمعنى أخر مقارنة الشركة بنفسها وعدم مقارنتها بأقرانها. في الحقيقة لم أكن متفاجئا بالأرقام وتصدر أرامكو السعودية المرتبة الاولى كأعلى شركة ربحية للربع الأول لعام 2020. من هنا سوف أتحدث بالأرقام عن أداء الشركة ومقارنتها بالشركات النفطية حول العالم ونتطرق لشركة روسنفت الروسية الأكثر تعنتا عند انسحاب روسيا من اتفاقية أوبك + وتصريحات رئيسها التنفيذي الرنانة.
كما نعلم بإن شركات النفط العالمية وبدون استثناء تمر بأوقات عصيبة بسبب هبوط الأسعار جراء جائحة كورونا وانخفاض الطلب العالمي. لكن ليست هذه هي نهاية المعادلة فهناك عنصر مهم جدا سوف يرجح كفة الميزان لصالح من يمتلكه وهو سعر ( تكلفة الإنتاج). أرامكو السعودية أقل شركة في العالم تكلفة لإنتاج برميل النفط الواحد, لذلك عندما انسحبت روسيا من إتفاقية أوبك + في شهر مارس. وبدأ الإعلام الغربي والروسي يتداول قدرة الشركات وخصوصا شركة روسنفت الروسية على الإنتاج والتكيف عند مستوى أسعار 20 دولار على لسان مديرها التنفيذي وهو أمر غير منطقي. كان الرد من قبل أرامكو السعودية بأنها قادرة على التكيف عند مستويات متدنية أيضا دون ذكر أرقام محددة وكأن لسان الحال يقول لنرى أداء الشركة الفصلي وهو الحكم والفيصل.
تم أعلن التقارير المالية للربع الأول للشركات العالمية لتضع أرامكو السعودية أعلى شركة ربحية في العالم أجمع, عند صافي دخل 16.7 مليار دولار. في الجانب الآخر كان الأداء الفصلي لشركة روسنفت الروسية مثل الصاعقة حيث أعلنت خسارتها في الربع الأول بمقدار 2.1 مليار دولار ( 156 مليار روبل), مع العلم بإن شركة روسنفت هي أكبر شركة نفطية روسية وتمثل 40% من إجمالي الإنتاج الروسي. لم يكن حال الشركات النفطية الأخرى على أحسن حال فسجلت معظمها خسائر فصلية على سبيل المثال شركة أكسون موبيل وكونوكو فيلبس. ولوضع النقاط على الحروف لا يوجد في قطاع صناعة النفط ما هو جدير بالمقارنة مع عملاق النفط العالمي “ارامكو السعودية” لأسباب كثيرة منها القدرة المالية التي تملكها شركة أرامكو , الاحتياطيات الكبيرة التي تديرها , البنية التحتية الضخمة.
تقارير الربع الثاني من وجه نظري لهذه السنة سوف تكون الأسوء لهبوط الأسعار عند مستويات تحت الصفر لخام غرب تكساس وتداول برنت عند مستويات 16 دولار وذلك لشهر أبريل. حتى وان رأينا هناك نوع من الاستقرار السعري خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب التخفيضات الطوعية من داخل أوبك, التخفيضات غير الطوعية من خارج أوبك وانخفاض المخزونات بشكل واضح. أدى الى أقفال جيد للأسواق هذا الأسبوع عن مستويات 32.5 دولارا لخام برنت و 30 دولارا لخام غرب تكساس.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال