الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أغلبنا شاهد أو سمع عن تداعيات المنافسة التي حدثت في منصة تويتر قبل أيام، عندما قام أحد المغردين بالإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل صورة، ومن ثم تحولت إلى حدث كبير في ذلك اليوم وبتفاعل وصل لأرقام مليونية لم تكن متوقعة. حيث برز التنافس بين حسابين أحدهم يدعى (أبو قحط) والآخر بإسم (مرزوقة) والتي كان لها من اسمها نصيب. هذا التفاعل الذي أوصل الوسم (الهاشتاق) حتى يكون الأكثر شهرة (ترند) ليس محلياً فقط بل وعالمياً أيضاً بمشاركة أبرز مؤثري منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة للمشاهير في مختلف المجالات.
هذا الانتشار الواسع الذي لم يُحسب له حساب حتى من أكثر المتفائلين به، له أسباب متعددة من وجهة نظري، ولعل أهمها التالي:
– السهولة، فتعليمات الاشتراك في المسابقة سهلة، حيث أن المطلوب فقط عمل تفضيل للصورة المرغوبة
– الحماس والجاذبية، فالنشاط كان عبارة عن مسابقة تبرز فيها القيمة التنافسية ولكن كان هناك عامل قوي في تعزيز تلك التنافسية وهو (الدعم الجندري) حيث أن المتنافسان أحدهما ذكر والآخر أنثى، فالذكور هم الداعمون الأكثر (لأبو قحط) والإناث هن الداعمات الأكثر (لمرزوقة)، وبالتالي وكأن المسابقة اتخذت منحى آخر وهو، من هو الفائز، الذكور أم الإناث.
– التواصل الاجتماعي، فالمغردون تواصلوا مع بعضهم البعض للتشجيع والحث على المشاركة في المسابقة. وكذلك، تم التواصل مع المؤثرين والمشاهير طلباً لدعمهم.
– الفكاهة، حيث ظهرت الكثير من التغريدات التي تحمل الطابع الفكاهي والتي تم تناقلها ونشرها وبالتالي جاذبية أكثر وزيادة في التفاعل.
– التوقيت، فقد تم اختيار التوقيت بشكل مناسب من حيث التالي:
• أنه يوم اجازة في أغلب القطاعات
• جائحة كورونا، فالناس تبحث عن شيء يكسر روتين أخبار الانتشار والانحسار للمرض
• في شهر رمضان المبارك، وهو معروف بزيادة نسبة التفاعل والمشاهدة، فجميعها عوامل ساعدت على التفاعل بشكل أكبر للمسابقة.
– المحتوى الجذاب، فلو نظرنا للصورتين المرشحتين، لوجدنا فيهما شيء مشترك، وهو تصوير لأنشطة ترفيهية خارجية مفقودة حالياً في ظل جائحة كورونا، فأحد الصور هي لشبة نار وقهوة عربية وهدوء ليل في الصحراء، وهو الغاية والمُنى لكثير من المغردين، وأما الصورة الأخرى فهي نهار وحياة مزدحمة وقهوة ذات ألوان مبهجة وهو ما يفتقده أغلبنا في هذه الفترة. فمحتوى الصورتين لامس كثير من أفئدة ومشاعر المغردين، فلا عجب من زيادة التفاعل على هاتين الصورتين.
بالإضافة لذلك، فإن المؤثرين والمشاهير وجدوها فرصة جيدة لتحريك المياه الساكنة لديهم في هذا التوقيت بالذات، ومحاولة لخلق تفاعل أكثر وجذب متابعين جدد والمحافظة على المتابعين الحاليين. وأما التجار وأصحاب الأعمال وجدوها فرصة مؤاتية لزيادة الوعي عن منتجاتهم وعلاماتهم التجارية بدعم الفائز بهدايا مختلفة.
خلاصة القول، ما حدث في هذه المسابقة هو حالة تستحق الدراسة حيث تم فيها استخدام ادارة الحشد والتأييد بنجاح. ويمكن الاستفادة منها في العمل على حملات إعلانية مستقبلية لفهم سلوك المستهلك في منصة تويتر على وجه الخصوص.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال