الفساد في زمن فيروس كورونا

من مكونات شعار هيئة الرقابة ومكافحة الفساد(نزاهة) الآية الكريمة (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) ” القصص آية77 “. تهدف الهيئة إلى حماية النزاهة، وتعزيز مبدأ الشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه، والهيئة مستمرة ملاحقة كل من يستغل الوظيفة العامة لتحقيق مصلحة شخصية أو الإضرار بالمصلحة العامة بأي صورة كانت. اثنان لا يجتمعان التنمية والفساد فلا بد من القضاء على الفساد لكي تُنفذ مشاريع الدولة بكل اشكالها وفي كافة مناطق المملكة إنّ الفساد معطل للتنمية (ونزاهة) تلاحق العضو الفاسد وتحصين الآخرين لحماية المال العام.

من اقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن الفساد (المملكة لا تقبل فسادا على أحد ولا ترضاه لاحد ولا تعطي اياً كان حصانة في قضايا الفساد)، ومن اقوال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (يهمنا أن نكون في مقدمة الدول في مكافحة الفساد). التشريعات التي أقرتها الدولة كفيلة بالحد من الفساد، وتقديم الفاسدين إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع، وما حدث خلال شهر رمضان المبارك من قضايا فساد مالي وإداري دليل على ملاحقة المفسدين في كل وقت وكل زمان. حيث إن نزاهة تباشر 117 قضية، وتوقف 30 موظف في وزارة السياحة وهيئة الزكاة والدخل والنيابة العامة، إضافة إلى رجل أمن. للأسف هناك من يستغل جائحة فيروس كورونا والدعم السخي منقطع النظير في مواجهة الجائحة للأضرار بالمال العام. 

منظمة الشفافية الدولية عرفت الفساد (بأنه ” كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته)، والامر المتفق عليه عالميا وإقليميا ومحليا أن الفساد المالي من أهم عوامل تعطيل التنمية في أي بلد ويؤدي الى الفشل في جذب الاستثمارات الخارجية، وهروب رؤوس الأموال المحلية، ولا يوجد بلد محصَّن ضد الفساد، لكن إساءة استخدام المنصب العام لتحقيق مكاسب خاصة. 

خلال شهر رمضان المبارك هناك عدد من حالات الفساد الإداري والمالي والرشوة والتنزير وغسيل الأموال ومنها إخلال عددٍ من موظفي محكمة التنفيذ بواجباتهم الوظيفية والتفريط بالمال العام نتج عن ذلك سحب مبلغ مالي يبلغ حوالي (65 مليون ريال)،كذلك طلب اثنين من موظفي الشئون الصحية بمنطقة الرياض رشوة مقابل صرف اعتمادات لمقاول أحد مشاريع مستشفى الملك خالد بمحافظة المجمعة، واستغلال العقود لمصلحة شخصية والتبديد والتفريط في الأموال العامة صرفاً وصيانة من خلال صرف مستخلص للمقاول بمبلغ (23 مليون ريال)، وقضية تزوير أحد الوافدين لعدد (31) تصريح تنقل خلال فترة حظر التجول والشروع في بيعها بقيمة إجمالية بلغت (93) ألف ريال . 

وفي الختام قيام نزاهة بدورها بملاحقة الفاسدين انعكس ذلك على ترتيب المملكة على قائمة الشفافية الدولية؛ فتقدمت إلى المركز الـ 51 في ترتيب الدول الأقل فسادًا، حسب مؤشر مدركات الفساد لعام 2019 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية. حمي الله بلادنا من كل سوء ومكروه وسمعا وطاعة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله بعمره، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.