الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
طفل لم يتعدى الثامنة من العمر، لكنه قرر أن يثبت بأن العمر في حقيقة الأمر يقاس بالأفكار وليس بعدد السنوات. البهجة التي يمكن أن ترتسم على ملامح أقرانه وهم يمارسون ما جُبل عليه الأطفال من استمتاع بمباهج الحياة، هي ذاتها التي تكسو تقاسيم وجهه بعد أن تفتق ذهنه عن فكرة يمكن أن تضعه على أول طريق المجد.
أراد صالح منذ نعومة أظفاره أن يكون في الصفوف الأمامية ، فكان له ذلك ولكن بطريقته الخاصة. فحين أدرك أن البيع والشراء هو أحد طرق كسب الرزق ، طلب من والدته أن تصنع له – قدرا من البليلة – ليبدأ في تلك السن المبكرة رحلة الخبرة في مجال التجارة و البيع . لم يتردد لحظة أن يخوض التجربة، فبدأ مباشرة بتجسيد أفكاره لتكون حقيقة ترى النور وتتحول لواقع ملموس. ونحن نعلم جميعا بأننا في ريادة الأعمال لا ينبغي أن نكون سجناء لأفكارنا لكثير من الوقت، مهما كانت جيدة. فالأفكار بطبيعتها لها عمر افتراضي قد تفقد قيمتها بعده. وعندما نتحدث عن هذا الجانب تحديدا، والقدرة على خلق الفرص، فلا يمكن أن نفرق بين الطفل والشاب. بل إن اكتشاف هذا الحس في سن الطفولة يعتبر مؤشرعلى موهبة يمكن تنميتها مع الوقت ومن ثم صقلها خلال مرحلة الدراسة الجامعية. فإذا كانت هذه هي الحال مع الشيخ صالح كامل، فلا يمكن أن أتعجب إذا علمت أنه ورغم كل انشغالاته كان عضوا في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
ففي حال أدركنا هذا الحس من الريادة لدى الأطفال، تقع على عاتقنا نحن مسؤوليات أخرى كتعليمهم أهمية إدارة المخاطر، حتى لا يكون الاندفاع في هذه المرحلة سببا في صعوبات إضافية قد يواجها الابن أو الابنة في مراحل متقدمة من العمر. أضف إلى ذلك فإن اتخاذ القرار والتعلم من الأخطاء التي قد تواجه الطفل في هذه المرحلة لا تقل أهمية عن كل ما ذكر، وهي أمور استطاع صالح أن يدركها مبكرا، مع اكتساب كم كبير من الخبرات.
وفي سياق متصل تحضرني قصة رجل الأعمال الذي أشار لبداياته في مقتبل العمر حين اكتشف فرصة صناعة كور لعبة الجولف، والتي كانت تقام مسابقاتها على مسافة غير بعيدة من موقع سكنه. الموهوبون بشكل عام يعلمون جيدا أن الفرص ما هي إلا احتياجات ربما لم يلتفت أحد إليها من قبل، أو لم يعرها الاهتمام الكافي، أو على أقل تقدير لم يبذل الجهد الكافي للحاق خلفها.
وهنا أجدني أتوقف لأسألك أيها القارئ العزيز بعد قراءة هذا المقال ، و بعد أن علمت أن صالح قد وجد ضالته في سن مبكرة – بقدر من البليلة فقط – فهل وجدت أنت أيضا شغفك الذي يؤهلك لاكتشاف ذاتك ويفتح لك بالتالي أبواب الريادة؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال