الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ثلاث سنوات فقط مرت على مبايعة سمو الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، ثلاث سنوات حين نستذكر ما تم خلالها من منجزات يجب أن نسبقها بعبارة (كان يا ما كان في سالف الأعصر والأوان)، كان هناك أمير شاب وضع لوطنه ولنفسه ولشعبه هدفا (بسيطا) حدوده عنان السماء، وقال إنه يعتمد على شعب همته كجبل طويق لبلوغ ذلك الهدف. ثلاث سنوات نقلت المجتمع السعودي جذريا من موقع إلى موقع أخر، من البحث عن الذات إلى الطريق نحو (عنان السماء).
لست بصدد تعداد المنجزات المادية الملموسة فتلك ظاهرة يراها الجميع، وهي مستمرة منذ نشأة المملكة على يد المؤسس رحمه الله، ومكانها التقارير الإعلامية. حديثي سيكون عن التحول الحقيقي في عمق الدولة والمجتمع.
سمو ولي العهد حفظه الله يملك عمقا معرفيا فريدا جدا، والمقابلات الكثيرة مع الإعلام الغربي تظهر بوضوح ذلك العمق المعرفي، كما تظهر ذكاء حادا وسرعة بديهة. وإعلانه عن رؤية السعودية 2030 وما شملته من أهداف وخطط تنفيذية، ثم ما قام به من أعمال لتحقيق تلك الرؤية الفريدة تدل على همة عظيمة بعظم وقوة وصلابة طويق وجبال السروات. تلك الصفات جعلت من الأمير الشاب رمزا للشباب الذين يمثلون غالبية الشعب السعودي. لذلك تعلقت آمالهم بسموه، وبرؤيته، وغدوا يفكرون ويخططون ويبتكرون ويعملون بكل جد لإنجاز تلك الرؤية كل في موقعه. يعملون وكلهم فخر وعزة وحب لهذا الوطن ولذلك الأمير، وكلهم ثقة في أنهم سيصلون إلى هدفهم العظيم الذي وضعه لهم سموه. تلك هي الوصفة الخاصة لبلوغ عنان السماء.
كان الفساد ومازال العقبة في طريق التنمية والمنجزات، والحرب ضد الفساد قديمة، لكن ما قام به سموه في محاربة الفساد لم يسبقه إليه أحد. فقد توجه إلى عمق المشكلة، في الأنظمة وآليات العمل وعمل على إصلاحها ومازال العمل جاري عليها. ثم نسق بين الجهات الرقابية المحاربة للفساد، وأعطاها الصلاحيات الكاملة في تعقب ومحاسبة كل من يتهم بالفساد أيا كان(فعليا). ومحاسبة أهم قيادات الفساد ومتابعتهم في كل مكان، كل ذلك خلق أملا حتى في نفوس اليائسين من محاسبة الفساد. وما يحدث من متابعة للفساد وكشفه ومحاسبته في خضم جائحة كورونا مؤشر على أن اقتلاع الفساد هدفا جوهريا لسموه. وهذا أحد أهم الأسباب التي جعلت من سموه نموذجا ورمزا للشباب السعودي وللمجتمع بأكمله.
إزاحة القيادات الوهمية المصلحية من طرفي المجتمع التي ظلت تتحارب على المجتمع وقيمه، وتوجهه كل قيادة إلى أهدافها الخاصة بعيدا عن أهداف الوطن، وبعيدا عن العمل الحقيقي المنتج الذي يخدم المجتمع والوطن ويحقق التنمية الفعلية. وذلك من خلال تمكين القيادات الشابة العملية المنتجة التي تملك المعرفة والمهارات العملية، وتخطط وتعمل من أجل الوطن بفكر المشاركة لا بفكر التفرد المنفعي الذي ساد زمنا.
إعادة العلاقة الطبيعية بين النساء والرجال، وإعادة المجتمع للحياة الطبيعية التي كان يعيشها آباءهم وأجدادهم، والتي يعيشها كل مجتمع طبيعي في العالم. وحق المرأة في قيادة السيارة أحد أبسط الحقوق الطبيعية التي حرمت منها المرأة السعودية لعقود لا لشيء، إلا لإرضاء فكر كشفت الأحداث فيما بعد أن جزءا كبيرا منه كان يسعى لفرض سيطرته على الدولة بعد الانتهاء من سيطرته على المجتمع.
أعاد سموه صياغة شكل الحكومة وآليات عملها مما جعل منها حكومة مرنة نشطة، تتفاعل مع الأحداث الداخلية والخارجية وتتخذ بشأنها القرارات الضرورية في الوقت المناسب. كما فرض شفافية كبيرة على معظم أعمال الحكومة بما يحقق الحوكمة لأعمالها من قبل كافة الشعب السعودي. وبما يحقق العدالة في الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال، خصوصا لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال. كما أصبح الشعب السعودي أكثر مشاركة في خطط وقرارات الحكومة من خلال عدة قنوات، منها الاتصال المباشر بسموه، وبالجهات الرسمية ذات العلاقة، وعبر كتاب الرأي في الصحف الذين أصبح دورهم الاستشاري واضحا جدا ومؤثرا في معظم المؤسسات الرسمية. ومشاركات عموم الشعب السعودي عبر مواقع التواصل الاجتماعي يلقى قبولا وتجاوبا وتفاعلا كبيرا من قبل الحكومة بكافة أجهزتها بما فيها مكتب سموه.
القائد الشاب والمجتمع الشاب والهدف العظيم الواضح المعالم والعمل الجاد للوصول لذلك الهدف كل ذلك عمق العلاقة (القوية أصلا) بين الشعب السعودي وقيادته. وكونت تلك العلاقة الفريدة بين القيادة والشعب قبة حديدية تحمي الوطن ضد المؤامرات على السعودية التي لم تتوقف أبدا. وفي كل يوم تتكشف حقائق عن تلك المؤامرات ضد وحدة الوطن وقيادته ومنجزاته وثرواته. ومن خلال مواقع التواصل أنشأ الشعب السعودي جيشا إعلاميا ضخما. الجميل في ذلك الجيش الإعلامي، أنه يتحرك بدافع الحب للوطن والإيمان بقيادته للحفاظ على منجزاته ووحدته. جيش من الشباب السعودي المسلح بالمعرفة والمهارات والشجاعة، ما جعل أي معتدي على السعودية العظمى يهابه ويحسب له ألف حساب، جيش تكلفته الحب المتبادل بين الشعب والقيادة.
لم تتوقف المؤامرات على السعودية منذ نشأتها، لكنها في السنوات الأخيرة أخذت منحا خطيرا من خلال تنفيذ مخطط من عدة مراحل وصل ذروته العام 2011 بهدف تقسيم السعودية إلى دويلات ليتقاسم غنائمها الواهمون. وقد كانت أحلام الحاقدين على السعودية كبيرة وآمالهم عظيمة إلى أن تولى سمو الأمير محمد ولاية العهد فتبخرت تلك الأحلام وتحولت إلى كوابيس تقض مضاجعهم. لذلك نرى السعار على السعودية وقيادتها وشعبها من كل جانب. والتسريبات التي تظهر من وقت لآخر عن المؤامرات على السعودية ما هي إلا رأس جبل الجليد الذي يخفي أحقادهم الدفينة. والتاريخ يؤكد كل مرة أن الله حافظ هذا الوطن بحفظه ثم بحكمة قيادته ووعي وإخلاص شعبه.
مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد يسيران بنا نحو عنان السماء، الهدف واضح المعالم. نعم الطريق شاق وطويل وفي ثناياه عثرات، لكننا عندما بايعنا بالولاء والسمع والطاعة كنا ندرك يقينا أن بيعتنا لمن يستحقها، وأننا نسير معهما إلى عزتنا.
كل عام وأنتم بخير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال