الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جاءت قرارات المملكة بعودة الحياة الطبيعية واستئناف دورة النشاط الاقتصادي والتجاري، بعد دراسة متوازنة واشتراطات معينة، كتعقيم جميع المرافق العامة، وتزويدها بكل المتطلبات التي تضمن سلامة روادها، وبعد التأكيد على من يديرون هذه الأماكن ومسؤوليها بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية لمحاصرة هذا الفيروس.
وكما شهد العالم للسعودية بالإدارة الاحترافية عند تعاملها مع أزمة كورونا، وثقة المواطن والمقيم بقدرة الدولة على إدارة الأزمة بحرفية واقتدار، بدءًا باستشرافها ووضع الإجراءات الاستباقية، مرورا بكبح جماح انتشار الفيروس، وصولًا إلى احتواء تداعياته وإعادة الأمور إلى طبيعتها تدريجيًا.
عليه، يتوجب على كافة أفراد المجتمع في المرحلة الحالية التسليم بأن الظروف الحياتية يجب أن تتغير، وأن دورهم سيتضاعف ومسؤليتهم ستزداد حالهم حال شعوب دول العالم الأخرى التي ترفع الآن شعار “العودة إلى الحياة الطبيعية والتعايش مع كورونا”، فما بعد “كورونا” لن يكون كما كان قبله.
إن حتمية التعايش الاجتماعي مع كورونا، ينبغي أن تؤخذ أولاً على صعيد كل مدينة ومحافظة وقرية وهجرة داخل المملكة ، وأن نهيئ تلك المناطق للتعايش مع كورونا وفق مراحل متدرجة؛ لحماية المجتمع من الأضرار الناجمة التي قد تنجم من استخفاف البعض بالتعليمات والقرارات الوقائية المعلنة ، أو ارتكان فكرهم إلى توافر العلاج وغيره، لتضع الدولة حدًا لاستهتار هذه القلة القليلة. وهذا يستلزم استيعاب الآتي:
*أن مسألة التعايش مع كورونا قد تكون الخيار الأخير، لكنه الوحيد المتوافر بين أيدي البشر حاليا.
*أن مسؤولية مكافحة الجائحة التي كانت تؤديها السلطات وما تزال، ستنتقل الآن لكافة أفراد المجتمع وفق خطة إعلامية وصحفية مدروسة *تتضمن نشر الوعي الاجتماعي من خلال تعاون جميع سكان المملكة حتى نضمن وصول الرسالة التوعوية لكل مواطن ومقيم، (صفر ) مع كورونا.
*أن لا نفترض السلامة فيمن هم أمامنا، مهما كانت درجة قربهم منا ومحبتهم في قلوبنا، فالجميع مصاب حتى يثبت العكس، ونحن مصابون حتى نثبت العكس.
*أصبحت الأسرة اليوم هي المسؤولة عن حماية نفسها، وعليها أن تعلم أبناءها كيفية التعايش مع الواقع بمسؤولية بعيدًا عن أي تهاون أو تقصير.
*العمل سويًا مواطنين ومقيمين على ترسيخ ثقافة اجتماعية جديدة <<ثقافة التعايش الحتمي مع كورونا>> وإرسال رسالة عاجلة للمجتمع مفادها: هناك الآن ضرورة مستعجلة للتعايش مع الفيروس؛ لحماية أنفسهم وغيرهم.
ومن المقترح أن تبدأ كل منطقة من مناطق المملكة بالتعايش مع كورونا من بعد الفتح التدريجي وفق ثلاث مراحل عالية الترصد مع التدرج الذكي، كالتالي:
أولًا:التأكد من جاهزية كل منطقة للتعامل مع المستجدات، خاصة من حيث القدرة الطبية، كخدمة الفحص وإعلان النتائج الفورية، واستيعاب الحالات السريرية، وتوفر غرف العناية المركزة وأجهزة التنفس .. إلخ
ثانيًا: أن تكون الفترة حتى 29 شوال المقبل، فترة زمنية كافية لقياس مدى تعميم الخطة الملائمة حسب نتائج فحوصات بقية المناطق التي عانت أكثر من غيرها من انتشار الفيروس فيها.
ثالثًا: جعل كل منطقة من مناطق المملكة جاهزة للإدارة الذاتية لمُواجهة مختلف التحديات من جهة وإعطائها الضوء الأخضر دون مقدمات تنظيرية للامركزية الصحية والاقتصادية.
ومن المهم حاليًا أن نستوعب جميعنا أن تغيير سلوكيات المواطنين هو طوق النجاة الحقيقى للوقاية من الفيروس، وأن لا نستهتر بالإجراءات الاحترازية، ونضرب بعرض الحائط جميع التعليمات التي تلقيناها خلال الشهور الماضية، إنما من الضروري أن نتخذ جميع التدابير الوقائية لمنع الفيروس من الوصول إلى منازلنا وإصابة أقرب المقربين لنا _ لا قدر الله- ؛ لأنه سيكون من المقلق والمخيف إذا ما تهاون الناس بقواعد ذلك التعايش في حال اعتقادهم بأن الفيروس قد ذهب إلى غير رجعة-بعد أن كانت الحكومات هي من تقر تلك القواعد وتضبطها خلال فترة منع التجول- ؛ ستكون هناك موجة ثانية متوقعة أقسى من الأولى بكثير ، وستكون الموجة الثانية كارثية وأشد وطأة في عدد الإصابات، وقد تضطر المملكة إلى العودة إلى الإغلاق من جديد لاحتواء تلك الموجة الكارثية كما حدث في دول أخرى ، مثل: كوريا الجنوبية وسنغافورة.
فهل نتعلم الدرس ونتخذ إجراءاتنا الاحتياطية قبل أن يأتي يوم لا ينفع الندم؟!
لمطالعة المقال الأول الانفتاح المدروس .. والوعي المطلوب (1) فضلا أضغط هنا
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال