أسباب وموانع التغيير .. الجزء الثاني

 نستطرد في مقال اليوم أسباب وموانع التغيير والتي بدأناها في المقال السابق.

الأنظمة والقوانين : المسموح والممنوع، من أنظمة وقوانين محلية وإقليمية وقارية ودولية ، فلا يسمح بتجاوز النظام والقوانين ، ولابد من إتباعها والتأكد من توافق التوجهات الفردية والمؤسسية مع الأنظمة والقوانين قبل الإقدام على عمل أي من التغييرات. ومن الأمثلة المشهورة من واقع سوقنا هو ما حصل لشركة مدرجة في سوق الأسهم السعودي حيث قامت الشركة المدرجة بعمل تعديلات في الإخراج المحاسبي تعرف بإسم “المحاسبة الإبداعية” وسابقا تعرف بالإنجليزية ب”Aggressive Accounting”، وهي منهجية متعارف عليها في السوق الأمريكي وتعتبر قانونية ولكنها ليست كذلك في السوق السعودي . 

حالة التغيير عن طريق أنظمة الأمان.
استحضرتني هذه الحالة المشهورة لرئيس تنفيذي لإحدى الشركات الكبرى من المجال الصناعي ، وكيف صنع تغييرا مذهلا عبر تطبيقه لمفاهيم أنظمة التميز المؤسسي وهي الأمان . فقام هذا الرئيس التنفيذي بتطبيق مبدأ علمي مشهور يسمى “تأثير التموج” “The Ripple Effect” وفكرته هو كيف أن فعلا واحدا أو أفعالا قليلة تحدث نتائج كبيرة.
 
وهذا ما حصل مع هذا الرئيس التنفيذي حينما قرر أن يستعمل هذا المبدأ وعن طريق مفاهيم الأمان في المنشأة، حيث أن أكبر مشكلة للعاملين في هذه الصناعة هو جانب الأمان بسبب مخاطر العمل. وانطلق في تطبيق رؤيته حتى أصبحت الشركة من أفضل شركات العالم من ناحية الأمان، مع العلم أنها أصبحت أعلى ربحية بخمس مرات عما كانت عليه قبل وصوله لقيادة الشركة.

كل ذلك أتى من وراء دراسة نوع الأنظمة المناسبة بشموليتها وتغطيتها للحاجة المباشرة للمنشأة من أجل إحداث التغيير المطلوب، ومن أقل القرارات عددا.

إجتماعية : العادات والتقاليد الإجتماعية لها ثقل في مباركة أو منع التغيير بسبب عواقب كسرها وخسارة من يقوم بذلك لقيمة أو هيبة إجتماعية كبرى ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التعليم ، العمل في مهن أو أنواع معينة من الأعمال المستعابة ، السفر إلى بلدان مجاورة للعمل ، الزواج من خارج العائلة، والقبيلة قبل الدولة لدى بعض الثقافات، وهذه المجموعات هي الأصعب تغييرا وتحتاج في بعض الأحيان للإنتقال للجيل التالي منهم من أجل تغييرهم.

مادية : وهي القدرة على تحمل تكلفة التغيير من عدمها، فهناك خيارات متنوعة من المنتجات والخدمات والتي لا يمكن التحول لها بسبب التكلفة وفي بعض الأحيان تكون السبب الرئيسي للإمتناع عن التغيير.

صحية : وهي الخيارات المرتبطة بالأمور المفيدة أو المضرة للصحة البدنية والنفسية، وتصبح ذات أولوية أولى في حال الأزمات، وأزمة الكورونا هي خير دليل على ذلك حيث أصبحت جميع الموارد البشرية والمالية موجهة للتعامل مع الأزمة وبشكل مباشر . 

تنافسية : في حياة الإنسان يمر بأنواع وظروف متنوعة من التنافس الدراسي ، الرياضي، الوظيفي، التجاري، السياسي. كل ذلك يؤسس ويصقل روح الفرد في الحصول على ما هو أفضل ويؤدي إلى الإبداع والإختراع بإستخدام الموارد التي لديه حتى وإن كانت قليلة أو محصورة . ومن أجمل مزايا ونقاط القوة في رؤية 2030 هي الرغبة الصادقة والصريحة ليس في التغيير فحسب وإنما في قيادته على مستوى وهذا ما زاد حبي وتعلقي في الرؤية وعرابها البطل الأمير محمد بن سلمان . ذلك أن قيادة التغيير تأتي من رغبة صادقة في التنافس مع قادة الكرة الأرضية في المجالات الصناعية والتقنية وهذا ما يزيد إشتياقي وحماسي في رؤيتها واقعا قريبا ومستمرا بإذن الله .
 
حياتكم تغيير دائم وجميل