الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مرت صناعة النفط في العالم خلال شهري مارس وأبريل أصعب مراحلها. كان ذلك جليا على الأسعار حيث تم دخول خام غرب تكساس لمنطقة السالب لأول مرة وتم تداول خام برنت عند مستويات 16 دولار. كما انخفضت الاستثمارات في قطاع النفط بشكل كبير جدا. لم يتوقف الحال هنا بل ارتفع الفائض في الإنتاج حتى قاربت المخزونات التجارية بالامتلاء وبلغت 1.5 مليار برميل, وذلك كان بسبب انخفاض الطلب على النفط.
عم العالم حالة من الضبابية وتقطعت السبل بهم, وبدأ بعض الإعلامين المغرضين بالحديث عن منظمة أوبك بأنها في حالة وفاة دماغية لاسيما بعد اعلان روسيا انها لن تستمر في تمديد اتفاقها مع المنظمة فيما يعرف بـ اوبك +. لم يطل ذلك الأمر حتى بدأت الوساطة الأمريكية بالدخول على الخط وتقريب وجهات النظر وأعلنت المملكة عن اجتماع طارئ وتولت قيادة زمام الأمور مع وزير الطاقة سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان.
المشهد بدأ يتغير بسرعة حتى تم إعلان أكبر اتفاقية خفض في تاريخ صناعة النفط من قبل 23 دولة وما يسمى ب(أوبك +) عند مستويات 9.7 مليون برميل بين دول منظمة أوبك وحلفائها بقيادة روسيا لمدة شهرين مما ساعد على تقليص الفجوة بين العرض والطلب. لم يكن ذلك وحسب بل تجاوزها لدول خارج أوبك كالولايات المتحدة الأمريكية, النرويج وكندا بالانضمام لهذه الاتفاقية, وإن لم يكن بشكل مباشر.
هذه الاتفاقية ساعدت أسعار النفط في النمو المستمر بشكل تدريجي مستدام ففي فترة ما بين 22 أبريل حتى 6 يونيو قفز خام غرب تكساس بنسبة 293% وخام برنت بنسبة 165%. هذا النمو المطرد في الأسعار حصيلة شهر واحد من دخول اتفاقية أوبك+ حيز التنفيذ. الأسواق بدأت تتنفس وتعيش حالة من التفاؤل من جديد مع ترقب نتائج اجتماع أوبك+ امس والذي تمخض عن تمديد خفض الانتاج حتى نهاية يوليو المقبل.
نجح وزير الطاقة السعودي بكل المقاييس في تجاوز الكثير من العقبات لإتمام تمديد اتفاقية أوبك+ حتى يوليو, منها التعامل مع الدول الأقل التزاما، إقناع الجميع للوصول إلى أعلى مستويات الالتزام, سرعة اتخاذ القرار لبعث رسائل طمأنة للأسواق, عدم وجود راكب مجاني وذلك لضمان حق الدول الملتزمة بالتخفيضات . أوبك كمنظمة لم تعد كسابق عهدها قبل الأمير عبد العزيز بن سلمان, وكان ذلك جليا في التعامل مع دولة روسيا والتوصل لتقارب في وجهات النظر والإعلان بالموافقة على تمديد الاتفاق مسبقا, تقديم اقتراح وتبنيه باجتماع لجنة المراقبة الوزارية بشكل شهري حتى نهاية العام. كما أنه بدأ من داخل مجموعة أوبك فتم الوصول لضمانات من الدول المتأخرة في التخفيض وقيامها بتعويض ذلك خلال فترة يوليو – سبتمبر.
منذ قدوم وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان وتوليه المنصب عمل دؤوب لإشراك جميع الدول في اتخاذ القرار مما أكسبه احترام الجميع. كما أنه عمل على إظهار الصورة الحقيقية لمنظمة أوبك في صنع القرارات المصيرية وهذا ما نحصد ثماره اليوم. بالأمس الرئيس الأمريكي يقدم شكره للمملكة وروسيا على تعاونهم الذي أثمر في استقرار الأسواق العالمية واليوم وزير الطاقة الجزائري يشكر سمو الأمير بأسم جميع الوزراء على تلبية تقديم موعد الاجتماع ليوم امس السبت والمملكة على جهودها. أوبك لم تغب عن المشهد يوما ومازلت صمام أمن الطاقة في العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال