حان وقت التكيف

كطبيعة الحياة، في بعض الأحيان لا تسير الأمور بالطريقة التي نخطط لها أو نريدها دائماً. فعندما يحدث ذلك، تؤثر القرارات التي نأخذها وطريقة تفكيرنا على مستقبلنا واتجاهنا الذي نسلكه، هل نستطيع التغيير من أجل أن نتوافق أو نعمل بشكل أفضل في تلك المواقف والأحداث أم لا؟ فالتكيف مهارة من المهارات التي أصبح لا غنى عنها في المستقبل للجميع وخصوصاً المدراء والقادة، حيث مع وجود التغييرات المتسارعة في التقنيات المستخدمة في العمل والصناعة ومع التغييرات التي تسببها بعض الأزمات مثل الأزمة التي نعيشها الآن، يجب على كل مدير وقائد أن يتكيف مع هذه التغييرات لضمان نجاحه المهني على المدى الطويل.

التمسك بالقيام بالعمل بنفس الطريقة التي تقوم بها دائماً يؤدي بك إلى أن تكون مقاوماً للتغيير والتطور، ويؤدي ذلك إلى نتائج سيئة على المنشأة وعلى مسيرتك المهنية. لذا القدرة على التكيف أمر حاسم في هذه الأوقات المتغيرة ومهارة من المهارات الناعمة التي يحتاجها القادة للقيادة بنجاح، والتكيف هنا المقصود به القدرة على تعلم مهارات وسلوكيات جديدة بسرعة كاستجابة للظروف المتغيرة والمتطورة.

في استبيان أجرته منظمة Lane4 للقادة تبين أن القدرة على التكيف كانت واحدة من أهم خمس مهارات شعروا أنهم بحاجة إليها لتحقيق النجاح في المستقبل، كما يضع لينكدان القدرة على التكيف في المراكز الأربعة الأولى لأكثر المهارات المطلوبة لعام 2020. 
القدرة على التكيف يحتاجها الجميع ويستفيد منها في حياته الشخصية والعملية، لكن في ظل العمل والتغييرات المتسارعة والدائمة فإنه أمر بالغ الأهمية للقادة والمدراء، فمع كل تغيير في الدور القيادي يصبح الأمر أكثر تعقيداً مما يتطلب مهارات أكثر للقدرة على تكيف أسلوب القيادة والإدارة مع الوضع الجديد. 

يساعد القادة والمدراء القادرون على التكيف منشآتهم في التغلب على الصعوبات بسهولة أكبر، كما يمكنهم تحفيز فرق عملهم لأن يكونوا قابلين للتكيف، مما يساعد المنشأة على العمل بكفاءة أكبر، حيث يتميز القادة القادرون على التكيف بقدرتهم على قيادة مكان العمل أثناء الطوارئ بشكل صحيح، تطوير حلول بديلة في حل المشكلات، تخفيف الضغط الناجم عن المشكلات والأزمات، التحول إلى طرق وتقنيات العمل الجديدة بسرعة، والقدرة على التعامل مع التغييرات الغير متوقعة بفعالية. 

أخيراً أود أن أقول أن العقلية القادرة والقابلة للتكيف يمكن أن تُكتسب وتتطور من خلال الممارسة والتركيز، حيث يمكن أن يتطور القائد ليكتسب سمات القائد القادر على التكيف مثل أن يكون لديه طرق تفكير مرنة، ووضع خطط قابلة للتكيف مع المستقبل، الثقة في قراراته وقدرات من حوله، التسامح والتعاطف والشعور بما يشعر به الآخرون، الإيجابية بالتركيز على المواقف الإيجابية والإستفادة منها، والرؤية الثاقبة للمستقبل بوجود القدرة على تصور كيف يمكن للأعمال وأنشطة المنشأة أن تكون في المستقبل.