الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من يعرف مدغشقر؟ هذه أحد رابع أكبر جزيرة في العالم، وتعتبر من البلدان الفقيرة ونموها الاقتصادي ضعيف والفساد ينهش جسدها، والصراعات السياسية والقبلية لم تمنحها الفرصة لتقف على قدميها لتلتقط الأنفاس.
الأسبوع الماضي خرج أندريه را جولينا وهو رئيس مدغشقر وقبلها كان رئيسا للبلدية في بلاده، خرج فرحا ليزف الى العالم أن بلاده اكتشفت علاجا لفايروس كورونا وأطلقت عليه اسم “كوفيد اوجانيك”، ويصف الرئيس المدغشقري العلاج على انه الشاي العشبي “مشروب المعجزة” وحث مواطنيه على شربه ويعطي مفعوله الناجع في 7 أيام خاصة وان كل الدول تعكف مختبراتها العلمية للاختبارات والاكتشافات للفوز بسبق اللقاح وجني الملايين.
هذا الخبر في حد ذاته إيجابي ومفرح للشعب المدغشقري، وتواصل العديد من البلدان الأفريقية استيراد كوفيد أورغانيك معتقدة أنه يساعد في مكافحة الفيروس، وقام على تطويره معهد البحوث التطبيقية في البلاد وهو مستخلص من نبات الشيح الذي يستخدم في علاج الملاريا, إلا أن فرحة اندريه لم تستمر طويلا، بعدما حذرت منظمة الصحة العالمية من انه لم يثبت جدواه كعلاج، كما أثارت الأكاديمية الطبية الوطنية في مدغشقر شكوكا حول فعالية هذا المشروب العشبي مشيرة الى انه يمكن أن يضر بصحة الناس.
الناس طبعا اعتادت أن تسمع عن هذه الجزيرة الخلافات والصراعات وتقبع في مراتب متأخرة ضمن الدول الفقيرة، يقول الرئيس اندريه لمراسل قناة 24 الفرنسية بعدما انتقدت منظمة الصحة العالمية علاج بلاده “لو كانت دولة أوروبية هي التي اكتشفت هذا العلاج بالفعل، فهل سيكون هناك الكثير من الشك؟ لا أعتقد ذلك”. وهو هنا ينتقد الدول الغربية والمتقدمة التي تريد ان تأخذ السبق في اكتشاف العلاجات وخاصة منظمة الصحة العالمية، ورغم أن اللقاح لا يزال في طور التجربة والعديد من البلدان الأفريقية بدأت في استيراد كوفيد اورغانيك، اعتقادا منها انه يساعد في مكافحة الفايروس.
السباق نحو اكتشاف العلاج لفايروس كورونا مشتد بين عدة دول للفوز بنصيب الكعكة فالهند وأمريكا وإيطاليا تستخدم أدوية الإيدز لعلاج المرضى، والصين تعتمد على أدوية الايبولا والملاريا، وهناك أفكار واقتراحات للوصول الى لقاح على شكل بخاخ للأنف شبيه بتطعيم الإنفلوانزا ومثلما شمرت الدول العظمى والمتقدمة عن ساعديها للمزيد من الأبحاث من اجل إيجاد علاج لهذا الوباء وتوعدت الأسبوع الماضي في قمة لقادة الاتحاد الأوروبي بضخ 8 مليارات يورو لأبحاث وتطوير لقاح مضاد لفايروس كورونا وضخ اكثر من 5 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية.
السباق محتدم أيضا في دول وبلدان فقيرة وبين علماءها وباحثيها. في السودان كما أشارت قناة سكاي نيوز عربية إن عالم فايروسات سوداني إبراهيم الأمين حجر أفاد انه بإمكانية التوصل الى علاج ناجع في المستقبل القريب ويعكف على إنتاج بعض اللقاحات من مشتقات عقاقير bendazole قد تقاوم الفيروس.
ودخلت البرازيل الى التحدي الكبير ونحو 12 عالما يعكفون منذ أشهر لاكتشاف اللقاح وحسب صحيفة ” البيتاثو” البرازيلية يركز العلماء على إدخال جزيئات حمض الريبونو كلييك الاصطناعي RNA في اللقاح. ومن الأخبار المفرحة ان السعودية من بين هذه الدول التي دخلت التحدي لإيجاد لقاح لفايروس كورونا في أبريل الماضي اعلن مدير جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، الدكتور عبدالرحمن اليوبي، أن مركز الملك فهد للبحوث الطبية في الجامعة نجح في تطوير لقاح لفيروس كورونا لعام 2012. والان تمكن مجموعة من الباحثين السعوديين من عزل الفايروس تمهيدًا لتطوير لقاح للفايروس، لافتا أنه سيتم بداية تجريبه على الحيوانات قبل إخضاعه لتجارب بشرية.
ليس عيبا أو خجلا أن تحاول وتفشل مرة و مرتين وحتى 100 مرة، طالما انك قبلت التحدي ولديك الرغبة في النجاح، وان فشلت هذه المرة.. فالمرة المقبلة سيحالفك الحظ، وربما أكملت من بعدك زميلك أو طلبتك المهم أن لا نيأس ولا يملكنا الإحباط إمام اللاعبون الكبار في ساحات الأبحاث. وجائحة كورونا ربما تفتح شهية الدول وخاصة الفقيرة وتلك التي دخلها محدود، أن تنتج لقاحات حسب مقدرتها المالية وبأقل المكونات، وعلى قدر الإمكانيات، من الواضح أن جائحة كورونا سوف تستمر الى ما يقل خمس سنوات، ما يعني أنها الى متى تظل تشتري من الدول الصناعية التي تحتكر العلاجات وتبيعها بالسعر الذي يناسبها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال