العمل عن بعد تجربة تستحق أن تستمر (2)

استبشرنا خيرًا بافتتاح بوابة للعمل عن بعد www.teleworks.sa  ؛لتلغي حاجز البعد وإتاحة الفرص للمواهب الوطنية من كل مكان. ولاسيما وأنّ التطورات التقنية المتلاحقة ستعمل على خلق وتأسيس أنظمة وآليات جديدة داخل سوق العمل.

ونرجو أن يكون وجود هذا النظام اليوم في هذه البوابة ، فاتحة خير لعدد من الوظائف التي تسمح طبيعة العمل بها بالإسراع في تفعيل هذا النظام وتطبيقه بشكل دائم لبعض الفئات والفترات المستهدفة والخيارات المطروحة الآتي ذكرها ؛لما ستجنيه الدولة اقتصاديًا وأمنيًا وصحيًا واجتماعيًا من مزايا عظيمة وفوائد كثيرة ..

أولًا :الفئات المستهدفة 
1- يمثل فرصة للمرأه العاملة الحامل أو المرضع لتأدية عملها من المنزل ؛ لتضرب عصفورين بحجر واحد لأول سنة على الأقل ؛ لنضمن أن الطفل قد نما نموًا صحيحاً وسليمًا في وجود والدته، وفي نفس الوقت لم تفقد المرأة وظيفتها أو تتخلى عن طموحها أو تتأثر نفسيتها أثناء محاولاتها للموازنة بين مسؤليات العمل والمنزل.

2- مناسب لاستغلال مواهب وقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة في وظائف معينة يسهل تطبيق العمل عن بعد فيها.

3- محفز للموظفين الذين يعانون من أمراض مزمنة أو معدية ؛فعمل المريض عن بعد ولو لساعات قليلة أفضل من أخذ إجازة طويلة تضعف من حماسه وقدرته على العمل مرة أخرى.

4- مشجع على الاستفادة المثلى من المتقاعدين /ات، والقضاء على بطالة الخبرات منهم وتمكين من لازالت لديهم المقدرة والرغبة ؛لاستثمار خبراتهم التراكمية في تثقيف الموظفين الناشئة وتعزيز التواصل بين الأجيال في مجال العمل ،وتعزيز قدرتهم على تحسين الدخل باستخدام التقنية، واستمرار عطاءهم في المهن والأعمال التي تتناسب وقدراتهم ورغباتهم.

5- ملائم جدًا لاعتماده للموظفين المرافقين لأسرهم من الدبلوماسيين بدلًا من تقديم الاستقالة من العمل، أو الاضطرار لطلب إجازات استثنائية طويلة طوال إقامتهم خارج الدولة.. وهذا المقترح مناسب أيضًا لزوج/ة الطالب/ة المبتعث أو لمرافقي المرضى سواء داخل أو خارج المملكة. 

والنقاط السابقة كلها مشروطة بزيادة إنتاجية الموظف ورفع سرعة إنجاز المعاملات والدقة في أدائها ؛ لتحقيق زيادة نسبة تمكين المرأة وبعض الحالات الخاصة في سوق العمل السعودي.

ثانيًا: الفترات المستهدفة
1- أثناء سقوط الأمطار أو الكوارث الطبيعية، وذلك باللجوء للتعليم عن بعد بدلًا من تعليق الدراسة كما كنا نفعل سابقًا. وأثناء الأزمات الصحية للحد من انتشار الفيروسات والأوبئة في مقار العمل.

2- يمكن ربطه بيوم مميز، كيوم البئية لتقليل نسبة التلوث.

3- خلال فترة الحج، وأثناء فترة انعقاد القمم الدولية؛ لتسهيل وصول ضيوف الرحمن للمشاعر المقدسة ،وانتقال ضيوف الدولة من الدبلوماسيين من مقار إقامتهم لمقر القمة بسلاسة ويسر وفي أمن وأمان دون أي تأخير أو ربكة مرورية.
بهدف استمرار العمل في ظروف مرنة تتجاوز حواجز الزمان والمكان.

ثالثًا: الخيارات المطروحة بعد التنسيق مع جهات العمل 
– أن يكون للموظف الحق في اختيار عدد معين من الأيام خلال العام -بشرط توزيعهم على مدار السنة- يعمل فيها عن بعد بدلًا من اضطراره لأخذ تلك الأيام من رصيد إجازاته السنوية لظرف معين على الرغم من إمكانياته لاستكمال مهام العمل من المنزل ..

– إمكانية اختيار الموظف شهر رمضان للعمل عن بعد ؛ كونه شهر روحاني والجلوس في المنزل يساعد على التفرغ للعباده ،ولأن البعض يعاني من قلة الإنتاجية في نهار رمضان على عكس ليله.

– مناسبة تطبيقه بشكل دائم للموظفين الذين أكملوا 20 سنة وما فوق، وبخاصة من هم في سنوات ما قبل التقاعد، أو تركه حسب رغبة الموظفين/ات وحالتهم الصحية.

ويمكن البدء بهذه الخيارات بطريقة نسبية، ومن ثم قياس نجاحها من فشلها ليتم اتخاذ القرار الملائم والأكثر نفعًا للدولة والموظفين. 
ومن هذا المنطلق ..عند التطبيق الفعلي لبرنامج العمل عن بعد في غير حالات الأزمات ‏والكوارث، سنكون قد ساهمنا بكل تأكيد في تقديم فرص وظيفية مرنة وذكية تتجاوز تحديات تعيق بعض الموظفين عن الحضور الشخصي لمقار  العمل بمساعدة الأنظمة التقنية والتكنولوجية المتطورة، وساعدنا بشكل كبير فئتين أساسيتين من القوى العاملة الوطنية التي تعاني من صعوبة وتحديات بسوق العمل، وهما : فئة النساء ؛بتوفير حلول مرنة لزيادة نسبة تمكين المرأة وخفض معدلات البطالة لدى الإناث، والثانية: ذوو الاحتياجات الخاصة كأصحاب الإعاقات الجسدية، والظروف الخاصة كمرافقي الدبلوماسيين والمرضى والمبتعثين؛ بفرص وظيفية مرنة تتجاوز الظروف الخاصة والمرضية والمكانية.

ويجب أن نجد معًا أفضل الحلول لضمان أن تستمر هذه التجربة الناجحة؛ لنزيد من نسبة مشاركة القوى العاملة الوطنية في سوق العمل.