الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المهارات التي تميز المستشار الجيد هي مهارتيّ التواصل والذكاء العاطفي، ولا سيما المستشار المالي.
فعند التعامل مع المستثمرين، نحن نتعامل مع بشر تصيبهم مختلف المشاعر من الخوف والقلق والتوتر، وبالتالي لن يقوم الشخص المتوتر أو الخائف على اتخاذ أي قرار مالي سليم ولن يستمع أو ينصت بشكل جيد للمستشار. فلا بد أن يكون المستشار ذكي، قادر على قراءة إشارات ومشاعر الآخرين والتجاوب بكفاءة لتلك المشاعر، فيقوم ببناء رابطة اتصال وثقة بينه وبين المستثمر، حيث يبدأ بمحاورة العميل والإنصات لمخاوفه ومشكلته ثم يقوم بعد ذلك بتقديم الحلول العملية والاستشارات المالية.
الذكاء العاطفي أهميته عالية بشكل عام وبرز أكثر بالأزمات مثل ظل جائحة كورونا بشكل خاص.
خلال جائحة كورونا استمرت العجلة الاقتصادية في التغيير فهبطت أسعار النفط وصعدت أسعار الذهب وتذبذب أداء الأسواق العالمية وعلت الأصوات فانقسم المستثمرين إلى مجموعتين، من ينصح في عدم تغيير موقف الاستثمارات الفردية، ومن يشيد بسحب الاستثمارات وبيعها. في هذا الظرف الاستثنائي كان المستثمرين تائهين فكما نعرف لا يحبذ التصرف بالشؤون المالية بناءً على اندفاع العاطفة لما قد يعقب هذا التصرف من مخاطر. دور المستشار الذكي يكون في الكفاءة العاطفية، وهي إدارة العواطف والقدرة على الاستمرار في التركيز على الأهداف في ظل الظروف المتغيرة وكذلك القدرة على قيادة الأفعال والأفكار باتجاه يتوافق مع الأهداف والقيم. فهو قد لا يحمل الأجوبة جميعها فلا مانع من القليل من المجهول في الشؤون المالية ولكن بعد تأدية الالتزامات العملية من الحسابات والتوقعات يأتي الدور الأهم الذي يبرز شخصية المستشار حيث يكون فكره إيجابي، مدرك أن الأزمات مؤقتة لا تدوم، وقادر على تحفيز ذاته وزملائه بطاقته حيث يرفع ثقتهم بأنفسهم وثقة المستثمرين وكسب إيمانهم بإمكانياته وولائهم. الفرص الاستثمارية هي عبارة عن سرد قصصي باستخدام العاطفة لجذب الممولين والمستثمرين، بالتالي تعزيز مهارات الذكاء العاطفي للفرد سيجعل من القصة أكثر جاذبية ومصداقية.
دور الذكاء العاطفي الأساسي هنا يكمن في التحلي بالهدوء وتكون نتيجته الذهبية هي الحد من الخلافات بين الأطراف المشاركة عندما تتوتر الأوضاع العامة الصفقات الخاصة.
أدعو الأفراد في الشؤون المالية خاصةً وجميع التخصصات عامةً إلى تنمية هذه الصفة الحياتية وتأهيل ذواتهم على مواجهة تحديات الحياة، حيث تقوم الكفاءة في إدارة العواطف على خدمة الفرد في كلتا الصعيدين الشخصي والمهني وتحسين جودة الحياة والقدرة على اتخاذ القرارات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال