الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أثناء الأزمات تتحول العديد من المنشآت إلى وضع مواجهة التحديات وحل المشكلات بدون النظر إلى المستقبل، إلا أن تجاهل التخطيط للمستقبل في القوى العاملة قد يكون خطأً مكلفاً بعد إنتها الأزمة، لذا أرى أنه قد حان الوقت للعمل على التخطيط المستقبلي للقوى العاملة إذا كنت تريد كقائداً للموارد البشرية أن تظل منشأتك منتجة وأكثر توازناً في المستقبل.
نعم بالنسبة لقادة المنشآت فإن اتخاذ القرارات في الأزمات في بعض الأحيان تكون مثل ضربة الحظ، وقد يفكر بعضهم أن التفكير في تخطيط القوى العاملة الآن هو من سبيل الرفاهية الزائدة، لكن تخطيط القوى العاملة تعد عملية دائمة ومستمرة وليس مهمة سنوية، حيث يكمن في جوهره في مواءمة الاحتياجات التنظيمية واستراتيجية الأفراد، وقد كتبت عدة مقالات عن أهمية إنخراط فريق العمل خلال هذه الأزمة وكيفية الحفاظ على الإنتاجية، لكن مع تخفيف إجراءات الحظر والبدء في العودة إلى العمل، نحتاج أن نضمن أن تكون منشآتنا سلسة بما يكفي لتلبية متطلبات اليوم مع القدرة على النظر إلى الغد وجعل القرارات صحيحة لتحقيق الأهداف التنظيمية والمستقبلية.
الحصول على الموظفين المناسبين في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وبالتكلفة المناسبة سيكون أمراً أساسياً للنجاح خلال الفترة ما بعد الأزمة، لذا سيكون التخطيط الفعال للقوى العاملة من الآن أمراً بالغ الأهمية، حيث بدون ذلك لا يمكنك التأكد من أنك تتخذ القرارات الصحيحة المتعلقة بالموارد البشرية للعمل والموظفين.
ولتخطيط سلس يمكنك أن تطلب تحديثاً كل أسبوعين لمتطلبات العمل من مديري الإدارات المختلفة لتحديد أولويات القوى العاملة واحتياجاتها المتوقعة من المواهب والمتطلبات الحرجة على أساس مستمر، وذلك بهدف الحصول على صورة واضحة لما تتعامل معه حتى تتمكن من اتخاذ قرارات التوظيف المناسبة في الوقت المناسب، كما تحتاج إلى وضع عدة سيناريوهات من خلال تحديد مجموعة من المتغيرات الواقعية وخيارات الموارد المتاحة لتلك المتغيرات، وذلك لتهيئة المنشأة لكل التقلبات الممكنة في الطلب والإنتاجية وتوافر المهارات اللازمة والتطور المستمر في العمل، حيث مع وضع تلك السيناريوهات ستستطيع أن تختبر قوة برنامج التخطيط للقوى العاملة لديك، وبهذه الصورة لن تكون مجرد متفاعل مع الاحتياجات المطلوبة، ولكن ستفكر بشكل استباقي مع خيارات واضحة للتعامل مع كل سيناريو بشكل سريع عندما يتطلب الأمر.
أخيراً أحب أن أنوه أنه يجب أن تعكس استراتيجية القوى العاملة استراتيجة العمل العامة وأهداف المنشأة، ويجب أن يكون الموظفون متحدون خلف أهداف وقيم المنشأة، خصوصاً في مثل هذه الأوقات، فهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الثقافة التنظيمية للمنشأة، كما يساعد على النجاح في المستقبل. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير لمملكتنا الغالية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال