أدوات التغيير .. الجزء الثاني

للتغيير أدوات متنوعة تستخدم في مشاريعه ، وفي جوانب التخطيط يتوجب على من يخطط التغيير أن يدرس أدواته بعناية من أجل صناعة استراتيجية التغيير المناسبة للفرد أو المجموعة أو المنشأة . وللتغيير بشكل عام خمس أدوات أساسية وهي : التقنية، المال، الكوادر البشرية، الأنظمة والقوانين، والتواصل (الإعلام). 

وفي مقال اليوم نكمل هذه الأدوات الخمس بعد أن تم تغطية أول اثنين منها وهي التقنية والمال.
الكوادر البشرية : وهم الكفاءات الذين سيقودون عملية التغيير، وهم بالعادة خبراء المجال الذين يعملون في الأذرع الرئيسية للمنظومة أو الجهة الاستشارية التي تعمل معهم على إدراج الأفكار الجديدة في أعمال المنظومة. ولابد من التنويه على أن الكوادر البشرية هم أهم أدوات التغيير بلا شك ، فما فائدة شراء أفضل الأدوات والمعدات والبرامج دون وجود الكوادر المتمكنة لقيادتها. الاستثمار في الكوادر البشرية المناسبة للتغيير واستقطابها يعتبر العصب الرئيسي لنجاح مشروع التغيير ، وهنا يأتي الدور الكبير من قبل لجنة الترشيحات وكذلك الموارد البشرية في كيفية اختيار الكفاءة الأفضل لكل منصب قيادي في المنظومة لإحداث التغييرات الأهم فيها ، مع العلم بضرورة إدراج ثقافة التدريب والتأهيل على المشاركين في مشروع التغيير.

الأنظمة والقوانين : من أهم أدوات التغيير هي في إدراج ثقافة عمل جديدة أو تطويرية، فمثال ذلك إدراج ثقافة التميز المؤسسي في المنشأة أو أي منهجية كفاءة إدارة أو إجراء مثل : الآيزو، حلال، البي آر سي، وغيرها من المنهجيات. ومن الأمثلة الأخرى إدراج المنهجيات المحاسبية التقليدية في التعامل ما بين الإدارات بآلية المراكز الربحية، والإجراءات المعنية مثلا بضبط وتوزيع التكاليف المشتركة من أجل رفع مستوى الشفافية والإنتاجية والمحاسبية. 

ومن الأمثلة الأخرى استخدام البرامج الحكومية فيم يخص بيئات العمل مثل برنامج التقييم الذاتي لبيئات العمل والمقر من قبل وزارة الموارد البشرية (وزارة العمل سابقا)، والذي يغطي جوانب متعددة مرتبطة ببيئة العمل من برامج حماية الأجور ، وبيئة العمل النسائي ، والمكاتب ، والتأهيل والتدريب وغيرها مم يسهم في رفع أداء المنشأة بشكل عام . فم سبق تم عمل التغييرات المطلوبة بإحلال أو إدخال إجراءات خارجية لإحداث التغييرات المطلوبة، ولكن كيف نقوم بإستخدام أدوات تنظيمية داخلية ؟ يتم ذلك بمراجعة اللوائح الداخلية فيم يخص إجراءات التعويضات والمكافآت وربطها بمؤشرات قياس الأداء على سبيل المثال ، وهذه الطريقة الكلاسيكية هي الأفضل.  

التواصل : كيفية نقل الأفكار والمعلومات لمن يشملهم التغيير وإدارة ردات الفعل والإشاعات التي من الممكن تصاحب عمليات التغيير، وهنا يكمن الدور الكبير في مساندة الجانب التشغيلي ألا وهو جانب التواصل. التواصل بشقيه الداخلي والخارجي هو أهم دور يلعبه فريق التواصل ، فمشاريع التغيير يتبعها الكثير من المقاومة والتي تبرز صورها عبر نقل الكلام، والإشاعات، والتعييب بالمشروع، ونشر كل ما فات عبر وسائل التواصل الإجتماعي والواتس الآب وغيره من التطبيقات. فيتوجب على الفريق الإعلامي أن يكون على أهبة الإستعداد وعليه أن يتوجه بالمستفيد أو المستقبل للتغيير بشكل مباشر ليقطع الطريق على مروجي وناشري الإشاعات ويفند أكاذيبهم أمام الجميع ، ويربط المنشأة بمستقبل التغيير بشكل مباشر ويرفع الشفافية في التعامل للدرجة القصوى.    

 
حياتكم تغيير دائم وجميل