الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما كان ضمن الخيالات قبل 20 سنة أًصبح واقعاً اليوم، وما نراه اليوم من توقعات للعشر سنوات القادمة سيكون ربما واقعاً حينها، فما يشهده العالم من تسارع اجتماعي، تقني، وصناعي ليس له مثيل من قبل، وما تتعلمه اليوم ربما خلال سنوات قليلة فقط تنتفي فائدته إذا لم تواكب التطورات وتتطلع على المستجدات في الصناعة التي تعمل فيها والتغيرات في نمط الحياة الإجتماعي.
إذا ما التأثير الممكن حصوله للوظائف بحلول عام 2030، في تقرير لماكينزي بعنوان Jobs Lost, Jobs Gained: Workforce Transitions In A Time of Automation عام 2017، يفيد بأن مايقارب 50% من الأنشطة التي يقوم بها الموظفين يمكن أتمتتها والتحكم بها بشكل آلي تماماً، 5% من المهن سيتم أتمتتها بشكل كامل اعتماداً على التقنية، و60% من المهن الحالية يمكن أتمتة ثلث الأنشطة التي تتمحور حولها مما يعني تغيراً في طبيعة الأعمال والتصورات عن العمل بحد ذاته، أخيراً من 400 الى 800 مليون شخص لربما يغيرون من مهنهم لمواكبة العرض والطلب في سوق العمل.
السؤال المطروح دائماً في مثل هذه المواضيع، هل ستوجد وظائف كافية للجميع في المستقبل؟ هل يجب علينا القلق من المستقبل؟ والجواب حسبما أراه، أنه لا يصح إسقاط التطور التقني المتوقع بالتأثيرعلى الوظائف فقط والحكم من خلاله، فالتقدم العلمي والتقني سيغير من طبيعة الحياة بالشكل الذي نعرفه اليوم بشكل كامل، فجميع الأنشطة الإقتصادية القائمة تعتمد على العرض والطلب و ماتمثله قدرة الإنتاج واستهلاك الأفراد، فلهذا وغيره كلما تقدم العلم وتغيرت طبيعة العمل تتكيف الأنظمة والدول مع التقدم الحاصل وتُخلق فرص وظيفية وطبيعة أعمال تواكب ذلك مما يوفر فرص أكثر توازي حجم النمو، فالمستقبل أجمل والتقنية ستسهل وتوفرالكثير من الوقت في حياة الأفراد، أيضاً ستغير الحاجة للعمل بالشكل الذي اعتدنا عليه من الذهاب لمقرات العمل والبقاء لمدة 08-10 ساعات لإنجاز الأعمال المطلوبة، و ستخلق نمط مختلف من العمل لايرتبط بمكان أو وقت.
أخيراً، لاتقلق من المستقبل، فهو واعد جداً للطموحين وذوي الهمم، وسيكون للعقل البشري اليد الطولى على التقنية دائماً وأبداً بما ميًز الله به الإنسان، فواقعنا اليوم هو مستقبل الأمس، وما اعتادوا في الماضي على القيام به استبدل بالآلة، والواقع أن حياة اليوم أسهل بكثير من الماضي بفضل الله ثم التطور في العلم، ولكن، هنا يجب الوقوف عند ما يجب علينا التفكير فيه لإتخاذ قرارات لمستقبل أفضل:
– هل ما نعمله اليوم يتم عمله بشكل آلي في مكان ما؟
– هل ما ندرسه اليوم يتوافق ونمط الأعمال المتوقع مستقبلاً؟
– اكتسابك للمهارات يتواكب وسرعة التطور الحاصل في مجالك؟
– هل نحن على اطلاع بما يحدث من حولنا من تسارع ونأخذه بعين الاعتبار في اتخاذ القرارات؟
تعامل مع التخطيط للمستقبل بناءً على الحقائق والأرقام، ولا تعتمد على ماتريده أنت أن يكون، أو ماتراه أصلح للجميع، فرأيك لوحدك لن يشكل مستقبل العالم، وغالباً ستضطر للتماشي متأخراً مع نمط مختلف للعمل والحياة بشكل عام، فاستبق الأحداث من الآن حتى تتميز مستقبلاً.
( خلاصة ) يقال: اقبل الماضي، أدِر الحاضر، و اعمل بجد من أجل المستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال