الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تجربة تؤكد .. حان الوقت لتخصيص وتصميم مكاتبنا المنزلية
متفائلة بأن آلية العمل عن بعد سوف تطبق في بلادنا وفي مجالات مختلفة، وستكون من أولويات الدولة في المستقبل القريب العاجل .. لأنه الخيار الأكثر قدرة على اكتشاف ومساعدة المواهب الوطنية للعمل في ظروف ميسرة تتجاوز حواجز الزمان والمكان، والأكثر توفيرًا لنفقات البنية التحتية لجهات العمل، والأكثر مرونة على الاحتفاظ بالموظفين الأكفاء الذين تجبرهم الظروف على عدم القدرة للحضور لمقر العمل مع مقدرتهم على الإنتاجية عن بعد.
وبعيدًا عن الدخول في تفاصيل الجانب التكنولوجي وتوظيف التقنية لمحو أمية غير القادرين على استخدام أنظمة الإتصال عن بعد، وفصل التداخل بين إنتاجية الموظف وحضوره لمقر العمل بعيدًا عن الإجراءات التقليدية في أنظمة الحضور والانصراف .. و لإنجاح هذه التجربة، لا بد من الالتفات لجزئية التشريعات المنظمة للعمل عن بعد قبل التطبيق ؛ لتتمكن الجهات من :
أولًا: السير نحو التطبيق الفعلي في غير حالات الأزمات والكوارث لبعض الفئات والفترات والخيارات بعد التنسيق مع جهات العمل، وهذا ما طالبت به في مقال سابق<<العمل عن بعد .. تجربة تستحق أن تستمر>>.
ثانيًا: تحقيق المخرجات المرجوة من استمرارية العمل عن بعد بمهنية عالية ، وهذا يستلزم الآتي :
1- وضع تشريعات مناسبة للعمل عن بعد تضمن الحقوق وتقرر الالتزامات بما يتماشى مع أنظمة قانون العمل السعودي، إما بدوام كامل أو بدوام جزئي، والسماح لهم بالعمل من منازلهم أو أي مكان آخر.
2- وجود بُنية قوية لإدارة الأداء (مؤشرات الأداء).
3- توثيق السياسات والإجراءات اللازمة لإدارة العمل عن بعد.
4- تحديد أهداف سنوية لكل موظف تدون في نظام إلكتروني ؛ لتسهيل التحقق من المخرجات المرجوة من إنتاجيته من حيث الدقة والمهارة والسرعة المطلوبة.
5- خلق نظام متكامل للعمل عن بعد ، يجعل من الأزمات وحالات الطوارئ أمر محسوب ومدروس بدقة،ويمكن التعامل معها بمرونة ومهنية عالية..
6- إحداث جهات العمل والمدراء لتغييرات في السياسات التنظيمية للعمل لخلق بيئة عمل عن بعد تتسم بالمرونة والجدية، من أهمها:
*تطبيق برامج تجريبية بصفة دورية ، تتضمن تعلم مهارات جديدة للتعامل مع الموظفين وكيفية التواصل معهم وتكليفهم بالمهام عن بعد.
*تفعيل التقنيات الرقمية الحديثة وتطبيقات العمل الجماعي.
*التدريب المستمر للموظفين الذين يعملون خارج مقار العمل لمهارات التواصل عن بعد.
*تحديث الأنظمة بشكل دوري ومستمر ، للحفاظ على سرية المعلومات وعدم وجود ثغراث إلكترونية .
*إيجاد نظام للتحفيز المتمثل في المكافآت-مادية أو معنوية- على جودة الأداء.
*توفير الدعم الصحي للموظفين عن بعد.
في المقابل يجب على الموظفين الذين يعملون عن بعد التحلي بما يسمى <<الذكاء الافتراضي>> وهو ، مجموعة من الاستراتيجيات والسلوكيات والمهارات المتصلة بالعمل الافتراضي، ومن أهمها : الحس العالي بالمسؤولية ، الالتزام ب <<اتيكيت العمل عن بعد >>، والقدرة على التعامل مع التأثيرات الناجمة عن بعد المسافات وغير ذلك، وبناء علاقة اجتماعية جيدة مع الزملاء وإظهار روح التعاون.
وحيث أن تجربة العمل عن بعد تعتبر تجربة حديثة-جاءت كأمر واقعي فرضته الظروف الطارئة-خاضتها السوق السعودية -قد يستغرق الأمر وقتًا لقياس نتائجها-. الأمر الذي يدعو في الوقت الحاضر إلى استمرارية الدمج بين النمطين من الأداء في الأعمال <<الأداء المكتبي والأداء عن بعد >> ، بالتركيز على استمرار العمل عن بعد للأعمال التي لا يتطلب لأدائها الحضور المكتبي؛ لحماية الموظفين ، خاصة للجهات التي يعمل موظفيها في مباني تستلزم استعمال المصاعد بشكل يومي ولأكثر من مرة خلال وقت الدوام، أو من تعاني من كثرة أعداد الموظفين الذين يتجاورون في مكاتب متلاصقة في نفس الغرف ويصعب فصلها ، ولا تبعد المسافة الموصى بها من قبل وزارة الصحة لمنع انتشار الفيروس بينهم لا قدر الله_، في حين تستمر تلك الأعمال التي لا تتم إلا بالتواجد المكتبي كما هي.
خلاصة القول ..
إن العمل عن بعد أصبح أسلوب حياة، واختيارًا استراتيجيًا يتماشى بقوة مع تطلعات رؤية 2030، وعلينا أن نعترف أنه قد حان الوقت لتجهيز وتصميم منازلنا الحالية والمستقبلية بقسم خاص أو غرف مستقلة نخصصها لمكاتب منزلية ،تتوفر بها جميع التجهيزات والأدوات اللازمة لأفراد الأسرة صغيرهم قبل كبيرهم ، للعمل عن بعد أو للتعليم عن بعد ؛ استعدادًا لمرحلة قادمة لا تشبه سابقتها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال