الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كل مرة تقرأ فيها خبرا عن ارتفاع نسبة البطالة، أو شح الوظائف، تجد نفسك ودون أن تشعر قد بدأت في عملية بحث مضنية عن حل، وكأنك في قرارة نفسك لم تقتنع بعد بأن المسألة ذات أبعاد متشعبة، ولا يمكن حلها أبدا بهذه البساطة. في الأزمات يسعى الجميع للعبور إلى بر الأمان، مع أن لكل منهم طريقته الخاصة للوصول إلى ذات الهدف. والعجيب هو أن نسبة كبيرة منهم تبدأ هذه المهمة الشاقة بخيارات صعبة قد تشمل إعادة النظر في المميزات الوظيفية ، أو تعليق التوظيف في الجهات التي ينتمون إليها مما يضعهم على خط النار أمام موظفيهم .
و السؤال الذي يمكن طرحه هنا هو أليست الفرص الوظيفية عبارة عن مشاريع بدأ الكثير منها بأفكار تبناها شخص سعى جاهدا لترى فكرته النور و قام بدراسة جدواها ثم عمل بعد ذلك على تحويلها إلى مشروع قائم على أرض الواقع؟ كثيرون هم أولئك الذين يحدثونك عن الأمان الوظيفي، فلماذا لا يكون البقاء على قيد الابتكار هو السر في هذا الأمان؟!
حين تبقى متجددا بشكل مستمر، فأنت في ذات الوقت قادر على استيعاب مزيد من المقبلين على سوق العمل كما و أنك تصنع جسرا للمستقبل وأداء الأعمال بطرق مبتكرة. وهذا الأمر تحديدا هو ما دفعني للكتابة حول دور الابتكار في توليد الوظائف، وأهميته في المنظومة الاقتصادية بشكل عام.
لنفكر بالمسألة من خلال مثال حي، فشركة مثل شركة – تسلا – التي توظف اليوم آلاف من الموظفين بحسب موقع ويكيبيديا، كانت قبل سنوات مجرد فكرة في ذهن رواد أعمال لم يقتنعوا بمسألة التخلص من المركبات الكهربائية في بداية الألفية لإيمانهم بجودتها وقدرتها التي تتفوق من حيث الأداء على أي مركبة عادية. واليوم تتزايد الحاجة لعشرات الأفكار المماثلة من هذا النوع حتى نتمكن من مواجهة شح الوظائف. ولأنني أعلم بأن موطن الابتكار خلال السنوات القادمة سيكون من خلال المدينة الحلم – مدينة نيوم – وغيرها من المشاريع الرائدة في وطني الحبيب، لذلك فإنني أعتقد بأننا جميعا معنيون بشكل أو بآخر بتعزيز جانب التوظيف من خلال التركيز على الخروج بمزيد من الأفكار المبتكرة.
نيوم وغيرها من المشاريع يجب أن تكون بوابة العبور لمزيد من الفرص الخلاقة، فعلى أعتاب هذه المدينة تحط الكثير من الآمال. وما برنامج – سبارك – الذي تم إطلاقه بالتعاون مع مسك لدعم رواد الأعمال و مساعدتهم على بدء أعمالهم التجارية إلا بذرة ننتظر أن تثمر في هذا الصدد. وما نأمله هو أن يكون في ذهن كل رائد أعمال توجه للإفادة القصوى في المجتمع. وعندما تتبلور هذه الأفكار فتبدأ بالتحول إلى مشاريع تنمو مع الوقت فهذا يعني أننا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح للمساهمة في حل معضلة تؤرق الجميع ألا وهي معضلة الوظائف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال