الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كثير من الأحيان يعتقد أن التغيير لابد أن يشتمل أو يتكون من قرارات كثيرة حتى يحدث التغيير أو ترتفع فرصه في النجاح . وفي الواقع أن العكس هو الصحيح ، وهو أن قرارا أساسيًا واحدا قد يكون كافيا لإحداث التغييرات المطلوبة في الفرد أو المجموعة أو المنظومة ، فكيف ذلك ؟
فلنأخذ حالة واقعية من عالم كرة القدم، وتحديدا في الدوري الإنجليزي الممتاز. فقد كان المسؤولون عن الدوري الانجليزي مدركين تماما ان بطولتهم لا تقع في الترتيب المناسب لها ضمن بطولات أوروبا الأربع الكبرى حيث انها تقع في المركز الرابع بعد بطولات الدوري الالماني والاسباني والايطالي.
ومن أجل رفع شعبية الدوري الإنجليزي وبالتالي رفع مداخيل البطولة والاندية بشكل عام كان ولابد من ان يجدوا المؤشر الأهم والذي يشكل مركز الثقل الاكبر في شعبية بطولات الدوري .
كان هذا المؤشر هو عدد الأهداف المسجلة على مدى الموسم ، وكان الدوري الإنجليزي هو صاحب المجموع السنوي الأقل فيما بين الأربع الكبرى منذ منتصف التسعينات .
فما الواجب عمله لرفع المجموع السنوي لعدد الأهداف ؟
طرحت أفكار كثيرة من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة وكانت من ضمنها :
– محاولة رفع شعبية الكرة الهجومية والمطالبة بها ، ولم تنجح نظرا لأن فرصة خسارة النقاط فرصته اكبر في الكرة الهجومية .
– إعادة طرح موضوع تكبير مقاس المرمى وهو أمر مرتبط بتغيير جذري في قوانين كرة القدم والذي لم ينجح سابقا .
– مراجعة مكافآت تسجيل الأهداف واعطاء المزيد من العطايا ، ولكنه صعب جدا نظرا لتفاوت القدرات المادية بين الفرق .
– تكثيف الحملات الإعلامية لمسجلي الأهداف .
هذه كانت مجموعة من الأفكار العامة المتداولة لحل إشكال تسجيل الأهداف وهي بكل تأكيد مساهمة في ذلك ولكن ليست العلاج الحقيقي لهذه المشكلة .
كانت الملاحظة الأهم هي أن رفع عدد الأهداف لا يأتي إلا اذا ارتفع عدد فرص تسجيل الأهداف . كانت هذه الملاحظة البالغة الأهمية هي شرارة الحل ، حيث أن القائمين على هذا المشروع بدؤوا في البحث عن مسببات انخفاض عدد فرص التسجيل . وجدوا لاحقا أن أهم سبب في انخفاض عدد فرص التسجيل كان مرتبطا بعدد الأخطاء المحتسبة في المباريات ، فكلما ارتفع عدد الأخطاء المحتسبة انخفضت عدد الفرص وبالتالي الأهداف !
بعدها قام المسؤولون عن البطولة بتغيير منهج إدارة المباريات من الناحية التحكيمية بحيث أقروا ضرورة عدم احتساب الأخطاء الصغيرة او الخفيفة والتي لا تؤثر على المباراة بشكل جذري (مثل أخطاء منطقة ال١٨ المسببة لضربات الجزاء) .
وبعد اعتماد آلية التحكيم الجديدة وتنفيذها ، ظهرت نتائج أكثر من رائعة جعلت الدوري الإنجليزي يتصدر المشهد بعدد الأهداف الإجمالية المسجلة في الموسم الواحد وإما متصدرا او وصيفا بمعدل التهديف في المباراة الواحدة .
هذا التغيير أثمر بنتائج أكثر من مبهرة ومن ضمنها :
• أصبح الدوري الإنجليزي الأعلى مشاهدة في عالميا .
• تجاوزت قيمة تداولات اللاعبين السنوية المليار جنيه استرليني .
• أصبحت الأندية الإنجليزية الأكثر وصولا لربع نهائي ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا (من ناحية عدد الأندية) .
• استقطبت أحد مباريات الدوري الإنجليزي قبل سنة ٥٦٠ مليون مشاهد وهو أعلى رقم في تاريخ الإعلام الرياضي لمباراة واحدة في التاريخ ولا يتخطاه سوا المباريات النهائية لكأس العالم وكأس أمم أوروبا ونهائي دوري أبطال أوروبا .
حياتكم تغيير دائم وجميل
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال