الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نُفذ الأسبوع الماضي ما كان متفقا عليه مسبقاً في شهر مارس 2019 بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة أرامكو السعودية, حيث يقضي الاتفاق ببيع الصندوق لحصته في شركة سابك (رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم) إلى شركة أرامكو السعودية. قيمة الصفقة التاريخية والتي تقارب ال 70 مليار دولار أمريكي (الأكبر في تاريخ الإقليم) وحجم الشركتين ونفوذهم في أسواق العالم , جعلت هذه الصفقة محل اهتمام الإعلام الإقليمي والعالمي , وتساءل المهتمين من سوف يستفيد من هذه الصفقة ؟
ولكي نتمكن من الإجابة على هذا السؤال يبغي علينا معرفة أهداف كل طرف وماذا سوف تقدم له هذه الصفقة.
بدايةً مع المشتري أرامكو السعودية, لقد أطلقت أرامكو في أواخر عام 2012 استراتيجية ورؤية جديدة للتحول المتسارع. وتهدف الخطة إلى تحول أرامكو من شركة تقليدية لإنتاج النفط والغاز إلى شركة طاقة صناعية متكاملة, بدءاً من النفط والغاز وانتهاء بالمنتجات الكيميائية المتخصصة التي يتم استخراجها من النفط والغاز الطبيعي. حيث إنها تستطيع بهذا التحول تعظيم الهوامش الربحية من إنتاج النفط والغاز عبر بيعه كمنتجات نهائية لا خام, وهذا يضمن لها تنوع مصادر الدخل مما يجعلها أكثر مرونة في مواجهة أزمات السوق. وأيضا تواجد سابك في أكثر من 55 دولة وسوق حول العالم يعد فرصة مميزة لأرامكو لدخول مناطق جغرافية جديدة. وتعد صناعة البتروكيماويات من أكثر الصناعات في عصرنا الحديث نمواً, حيث يتوقع أن يتضاعف حجمها في المستقبل, ودخول أرامكو في هذه الصناعة مع شركة رائدة فيها مثل سابك, يجعلنا نتأكد أن هدفها القادم ليس المنافسة, بل قيادة هذه الصناعة والتحليق خارج السرب.
أما سابك, سوف تكون هذه الصفقة البداية لَعَصَرَ جديد عنوانه التوسع والازدهار. حيث إن انضمامها إلى مجموعة شركات أرامكو سوف يمكنها من الدخول إلى أسواق جديدة مُسْتَفِيدَةٍ من تواجد أرامكو فيها, أيضا النمو والتوسع مستفيدةً من الملاءة المالية لأرامكو وقدرتها على الاستثمار وتنفيذ مشاريع النمو العملاقة. وبما أن أرامكو المزود الرئيسي لها في اللقيم سوف يكون لسابك ميزة تنافسية في قراءة الأسواق وتوقع اتجاهاتها. وسوف يمكن هذا الاستحواذ كلتا الشركتين من تخفيض التكاليف عن طريق الاستفادة من المكاتب ومراكز البحوث المتواجدة حول العالم والتناغم في أعمال التسويق والبحوث والتطوير.
أما بالنسبة للبائع صندوق الاستثمارات العامة, فإن هذه الصفقة تضمن له التدفقات المالية التي تمكنه من الاستثمار في شركات في طور النمو وفي مراحلها الأولية, مما يجعل فرصته في مضاعفة قيمة الصفقة كبيرة. وقد يكون توقيت الصفقة فيه من التوفيق الشي الكثير خصوصاً وان الأسواق الآن تمر في أزمة وشح في السيولة, مما يجعلها فترة زمنية لا تتكرر كثيراً لاقتناص الفرص, وهذا سوف يخدم خطة الصندوق الطموحة لتعظيم أصوله والوصول إلى تريليوني دولار في عام 2030.
وللإجابة عن السؤال أعلاه, أعتقد أن المستفيد من هذه الصفقة هو المملكة العربية السعودية, حيث إن هذه العمالقة الثلاثة يخططون ويسعون إلى قيادة العالم كل في مجاله وهذا ما سوف يجعل الاقتصاد السعودي في مقدمة اقتصادات العالم قريباً بإذن الله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال