الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هناك من تداول موضوع استحواذ شركة “ارامكو السعودية” على أكبر حصة في شركة “سابك”، بشيء من القلق كون شركة متخصصة في التنقيب والإنتاج والتكرير تُسيطر على عمليات شركة إنتاجية مختلفة تماماً في البتروكيماويات – كما تخيلوه – خاصة أن “ارامكو” لم يكن إنجازها مُبهر في مشاريعها البتروكيماوية مثل “صدارة” و “بترورابغ”.
هل تنبّه غالبية هؤلاء القلقون من أن من رُشّح من “ارامكو” في مجلس إدارة “سابك” الجديد بعد الاستحواذ هو من يُحدّد نوعية العلاقة بين العملاقين بعد الاستحواذ؟
تعيين أشخاص من المنظومة المالية لارامكو – وليس من منظومتها التشغيلية او التكريرية – يُقدم لنا صورة واضحة تماماً بأن العلاقة مالية بحتة وبعيدة كل البعد عن انظمة “سابك” التشغيلية أو التسويقية.
بل هذا التعيين لأشخاص من المنظومة المالية ربما يعطينا إشارات في الأفق بأن “ارامكو” قد تنقل حصتها من مشاريع البتروكيماويات إلى شركة “سابك” لكي تديرها بحكم خبرتها الثريّة في هذا المجال.
ولا يُستبعد ان نرى إشارات أخرى حول مستقبل مصافي تكرير “ارامكو”، فربما نرى اخراج هذه المصافي من منظومة ارامكو التشغيلية لكي تتحول الى شركات مستقلة ومدرجة في سوق الأوراق المالية، ويكون لارامكو حصص في ملكيتها، وكأنها تعمل على إعادة تشكيل نفسها كشركة قابضة ولا يكون تحتها إلا أعمال المنبع. هذا سوف يعطيها مساحة أعرض لتوسيع وتنويع استثماراتها في مجال الطاقة بشكل عام، إضافة الى منابع النفط والغاز.
كل هذا يعطينا صورة ملوّنة عن كيفية تعاطي المملكة مع ثرواتها بإستراتيجياتها نحو المستقبل كما رسمتها الرؤية، وايضا يعطينا فرصة ان نفهم ونعي مقولة سمو ولي العهد عندما قال بأن المملكة لن تعتمد على النفط كمصدر أساسي للدخل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال