الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عنصر الهيدروجين يعتبر من أخف العناصر الكيميائية وأكثرها وفرة, حيث يمثل نحو 75% من حجم الكون. كما يجب معرفة أن الهيدروجين لا يوجد بمفرده بل يأتي مرتبطا بجزيئات آخرى ويوجد بحالته الغازية مع الغاز الطبيعي وحالته السائلة مع الماء والنفط. ما يميز غاز الهيدروجين أنه نظيف عند الاحتراق, ويمكن إنتاجه بالاعتماد على مصادر طاقة نظيفة كالرياح والطاقة الشمسية. الهيدروجين قابل للتخزين لفترات طويلة, وهذه ميزة لا تتوفر في طاقة المنتجة من الرياح والشمس بسبب الظروف المناخية المحيطة. كما أن الطرق لتخزين الطاقة الكهربائية الناتجة من مصادر الشمس أو الرياح تحتاج لبطاريات بأحجام كبيرة وقدرة عالية وهذه بالطبع مكلف. ميزة آخرى للهيدروجين أنه بالإمكان تخزينه في المنشآت المصممة لتخزين الغاز الطبيعي بل حتى استخدامه في معامل الكهرباء المستخدمة للغاز الطبيعي كوقود بمزج الهيدروجين معه.
للهيدروجين مستقبل بلا شك كبير في قطاع النقل والمواصلات بجميع أنواعه لكن مازال في بدايته، والجهود والأبحاث مستمرة لتطوير استخداماته. ألمانيا على سبيل المثال أطلقت في عام 2018 أول قطار يستخدم الهيدروجين كوقود وتبعت ذلك بريطانيا. أيضا الطائرات وهي تعتبر الأكثر تسببا في انبعاثات الكربون في قطاع المواصلات تم تحليق أول طائرة ركاب تعتمد على خلايا الهيدروجين في رحلة تجريبية من مطار شتوتغارت الألماني عام 2016. لم يتوقف الأمر هنا بل بدأت كبرى شركات السيارات مثل شركة بي أم دبليو الألمانية وشركة تويوتا اليابانية بتطوير محركات سياراتها للعمل على وقود الهيدروجين. الطلب على الهدروجين في تزايد وبحسب تقرير لوكالة الطاقة الدولية للطاقة المتجددة أن يستهلك إنتاج الهيدروجين 16% من إجمالي الإنتاج العالمي من الكهرباء بحلول 2050, مع توفيره 8% من إمدادات الطاقة في العالم.
من الواضح للعيان السباق الذي تخوضه المملكة بجميع قطاعاتها نحو تحقيق رؤية 2030. والذي أحد ركائزها تنويع مصادر طاقة وخوض غمار الطاقة نظيفة بجميع أنواعها. ويعتبر إعلان شركة نيوم توقيع اتفاقية شراكة مع شركتي إير برودكتس وأكواباور بمبلغ أجمالي 5 مليارات دولار بهدف أنشاء منشأة في منطقة نيوم لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة, والذي سوف يكون جاهزا لإنتاج الهيدروجين ومن ثم تصديره، هو التنفيذ الفعلي لهذا التوجه.
المملكة العربية السعودية سوف تكون قادرة بإذن الله على جعل الهيدروجين بترول أخضر ورافد مالي غير نفطي للخزينة. هناك أسباب كثيرة تجعلني متفائلا عن نجاح هذا المشروع وهو استخدام مصادر الرياح والشمس الذي راهن عليها سمو الامير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة بأنها سوف تكون الأقل كلفة في العالم وبهذا سوف يجعل من انتاج الهيدروجين تجاري ومنافس في الأسواق العالمية. أيضا موقع المشروع الاستراتيجي في نيوم, بسبب قربه من البحر الذي يصل ثلاث قارات, مما يقلل من تكلفة النقل ويجعله أكثر تنافسية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال