الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خرج فارس من سيارته الأنيقة وهو ينظر إلى لونها المتموج بين زرقة السماء و زرقة البحر بشكل بديع ويوجه بصره إلى الأفق الذي كان أمامه في الضواحي الريفية الخضراء لمدينة نيوم.
كان فارس قد استلم سيارته قبل دقائق من منطقة السيارات الهجينة التابعة لضاحية نيوم هيلز الراقية، ومازال مزهواً بها وأخذ حينها يسترجع فلاشات صور والده القديمة عندما كان يشترى سيارة فيفرح بها مع أصدقاءه وعائلته ويخرج بها لشارع شهير بالرياض ويرفع صوت الاغاني ليسمع المارة الموسيقي ويبادلوه الابتسامة والفرحة. الا أن العادات تغيرت كثيراً.
وفجأة سمع صوتاً غريباً لم يسمعه منذ الطفولة، صوت محرك سيارة قديمة، فسيارة فارس الحديثة لا صوت لمحركها الا أزيز ناعم ناتج عن احتكاك الهواء بهيكل السيارة. فوجه بصره تجاه الصوت الغريب ليجد سيارة أوروبية كان الجميع يثني على جودتها وفخامتها حتى جاء انهيار عام 29 وتغيرت صورة الاقتصاد العالمي كلياً وقتها.
تذكر فارس حواراً دار مع والده أيام الطفولة عن سبب عدم تصنيع السعودية لسيارات، وكان رد والده الغير مقنع له، بأن السبب هو الميزان التجاري بيننا وبين العالم الاول، لكونهم مستوردين “منتظمين” للنفط الذي تنتجه بلادنا، يريدون أن نقابل ذلك باستيراد واستهلاك واهلاك منتظم لمنتجاتهم. وحينها رد فارس الطفل ببراءة: بابا، السعودية احسن من العالم الاول!.
عندما كبر فارس علم جيداً أن كلام والده لم يكن الحقيقة الكاملة، لان الصناعة تحتاج إلى بناء كفاءات فنية وبنية تحتية قوية خلفها رؤية ونية قوية نحو اكتفاء ذاتي لا سيما في النواحي الاستراتيجية، يحمي اقتصادنا وشعبنا في الازمات. وعندها فرت دمعة من عين فارس عندما تذكر وفاة والده بالوباء في سنة الرحمة الثانية 20 والتي تزامن معها صناعة اول مدرعة حربية واول قطعة بحرية حربية سعودية، فابتسم مجدداً وهو ينظر إلى شعار سيارته الفخم على مقدمتها الانسيابية ويلمسه بحب وفخر، أنها العلامة التجارية الاقوى بالسعودية وكوكب الأرض بأكمله، انها: “aramco”. هذا المقال مجرد قصة لم يأتي زمنها، لكنه ليس بمحال، أراه قريباً.. جداً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال