الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التغير المستمر الذي تشهده بيئات العمل الحالية من تغير في أنماط العمل، وتغير في طبيعة القوى العاملة الحديثة، تلك التغييرات التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة بسبب فايروس كورونا تؤدي إلى تغير في أنماط القيادة كذلك، حيث بدأنا نرى أنماطاً مختلفة في العقد الأخير من القادة والمديرين. والحقيقة أن القوى العاملة الحديثة – والتي قد تحدثت عنها في مقالات سابقة – تزدهر وتتطور بشكل أفضل بتوجيه من القيادة الواعية، ومفهوم القيادة الواعية هو مفهوم حديث تطور كثيراً في السنوات القليلة الماضية ويعني غرس مستويات عالية من التركيز والوضوح والإبداع والتعاطف والوعي الذاتي والحكمة، مما يسمح للقائد بالتأثير الإيجابي في كل من حوله وفي جميع جوانب القيادة من خلال إخراج أفضل ما لديه.
عندما نرى أن هناك منشآت كثيرة اتجهت إلى عمل جزئي أو كلي من المنزل أو فرق العمل المنتشرة حول العالم والاعتماد على التواصل عن بعد بشكل أكبر، هذا يعني أن هناك تغييراً يحدث لمفهوم مكان العمل، حيث لم يعد ذلك المقر الذي يجمع جميع الموظفين في بيئة عمل محددة، وللحفاظ على أفضلية منشأتك كأفضل مكان عمل للموظف يتطلب ذلك عقلية منفتحة وواعية والتي تضمنها قيادتك الواعية.
التواصل مع فريقك كقائد واع بطريقة واعية هو مفتاح كل شيء، حيث ينبغي أن تفهم أنه لكي يقدم الموظفون أفضل طاقاتهم الإنتاجية والإبداعية يحتاجون إلى بيئة خالية من الإجهاد، وهذا ما يمكن تأسيسه من خلال الطريقة التي تتواصل بها مع فريقك. فعلى سبيل المثال عندما تتفاعل مع أحد الموظفين كن بعقلية منفتحة قدر الإمكان أثناء متابعة أعمالهم، وعند قيامهم بخطأ ما لا تركز على الخطأ وإنما قم بالتركيز على التعلم من الأخطاء، فالمدير أو القائد الواعي إذا ما كان ينظر دائماً إلى المستقبل ويركز على الرؤية الواضحة للمستقبل بدلاً من العزف على الماضي، يقوم بخلق البيئة الإيجابية التي تساعد الموظفين على الإزدهار والتطور.
القيادة الواعية في العمل تساعد كثيراً على التخلص من الضغط وزيادة الإنتاجية، لأنه بتقليل التوتر والضغط عبر الفريق بالكامل يزداد التركيز وتقل الأخطاء، مما يساعد الفريق على تعزيز الثقة بأنفسهم وتشجيعهم على ابتكار أفكار وطرق جديدة لتحسين كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية، أيضاً تساعدك كمدير على إظهار رؤية واضحة لأولوياتك وأهمية وحجم كل مهمة في المستقبل، ومع كونك أكثر تركيزاً يساعدك على اتخاذ قرارت أفضل، مما يؤدي بك إلى التخطيط المستقبلي بشكل أفضل.
أخيراً أود الإشارة إلى أن بيئة العمل الواعية هي بيئة أكثر إنفتاحاً وأكثر جذباً للمواهب، وهذا لا يؤثر فقط على شعور الموظفون بالرضا والسعادة، إنما عدم وجود بيئة واعية ووجود العقول المنغلقة يطرد الابتكار والإبداع، وعلى العكس عندما يحب الفريق أن يعمل مع بعضه البعض يكون لديهم رغبة أكثر في مشاركة ما يعرفونه ومحاولة معرفة ما لا يعرفونه مما يعزز التطور والتعلم في بيئة العمل، وهذا ما يسعى إليه الموظفون للنمو في حياتهم المهنية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال