الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ومصدر التغيير عليه أن يكون عالما وعارفا بالأمور الأساسية التالية حينما يصدر قرارا وفيه تغيير ما.
الأول “تولد الشك”، وهذه طبيعة بشرية يتوجب التعامل معها بحلم وصبر وإحترام كبير لمستقبل التغيير وفهم جوانب الشك التي لديه، فلعل هذا الفرد المستقبل للتغيير وبكل بساطة خائف منه فقط . والخوف من المجهول أمر فطري في النفس البشرية يزيده الغموض اشتعالا ويخمد ناره الطمأنينة ، فتعامل يا صانع التغيير بمبدأ “لك الأمان” حتى ترى القبول من مستقبلي التغيير، ووضح لهم أوجه التغيير الجميلة وأن هناك مشاريع تثقيفية وتدريبية وتأهيلية للتمكن من التغيير الجديد المحدث في المنظومة ، وبذلك تصنع بيئة خصبة ومحبة للتغيير.
الثاني “التعامل الصحي مع المقاومة الصحية”، فلابد أن يتم التعامل مع المقاومة بأسلوب راقي وحليم فلعل هذه المقاومة تكون سببا في صقل أفكار مشروع التغيير والتعامل معها بغير ذلك يحولها لمقاومة ضارة تؤذي مشروع التغيير.
الثالث “آخر الدواء الكي”، وهنا أقول لجميع الناس الذين هم في موقف قيادي سواء في بيوتهم أو مجتمعاتهم أو مؤسساتهم لا تبدؤوا علاج المقاومة السلبية بالكي ، فهذا الخطأ الشائع دمر افرادا وبيوتا وكيانات كثيرة ولابد من إحتواء الإختلاف حتى لا يتحول إلى خلاف ، وهذا من الحكم الكثيرة في قوله عليه الصلاة والسلام : “إختلاف أمتي رحمة” .
إحتواء الإختلاف هو من مسببات البقاء والاستمرار ففيه إحترام للاذواق والكيفيات والإتجاهات. ومثال حي على ذلك هو كيفية التعامل مع مشكلة حرقة المعدة ، فليس من المعقول التوجه للحل الجراحي ما لم تجرب الحلول الغير جراحية وهي أربع مراحل إلم تحل المشكلة يتم التوجه للجراحة . فبداية يطلب من المصاب بحرقة المعدة أن يترك العادات السيئة المرتبطة بهذه المشكلة مثل التدخين وشرب القهوة على الريق ، إلم تحل المشكلة فلابد من أن يترك المأكولات والمشروبات التي لا تصلح لحالته مثل البهارات والصلصات الحارة والكافين . إلم تحل المشكلة نتوجه لأخذ المثبطات مثل الأدوية المحتوية على الإيزوميبرازول ، وإلم يصلح نتوجه للمضادات الحيوية ، بالطبع بالإمكان إستخدام الحلول السابقة بشكل مشترك لتسريع عملية الحل والوصول للنتائج المرجوة .
وفي حال لم ينفع الذي فات ذكره فلابد من التوجه للحل الأخير وهو الكي ، ولابد أم أصدقكم القول بأن أغلب الحالات قد تم حلها دون اللجوء إلى الكي وأن القليل فقط هو الذي وجب فيه اللجوء للكي ، ولكن قليل هم الذين ملكوا الصبر والوقت اللازم لإحداث هذا الفارق .
إن ما أحاول فعله في مجالي الإستشاري في إدارة التغيير هو رفع مستويات ودرجات وقدرات الصبر في الأفراد والمجموعات والمؤسسات التي أعمل معها ، مع العلم أنهم في بعض الأحيان لا يستطيعون فعل شيء لترك هذا السلوك بسبب بعض الطلبات أو المستهدفات المطلوبة منهم وهم في هذه الحالة معذورون .
في الجهة المقابلة نوجه رسالة واضحة لمستقبلي التغيير بضرورة معرفة كيفية التعامل مع التغيير وترك بعض السلوكيات القاتلة خصوصا أننا نعيش في زمن التعامل الراقي ودولة الحقوق وإحترام البشر وفوق كل ذلك نحن نعيش في زمن رؤية 2030 وهي رؤية إحترام الجميع للجميع . أهم تلك السلوكيات التي بالإمكان أن تقضي على الفرد أو المجموعة أو المؤسسة المستقبلة للتغيير هي .
أولا ، إفهم التغيير فهما تاما بعد الإستماع التام له من قبل المسؤول عن أو قائد التغيير ولا تعط أية آراء إستباقية له ولا تغلفه بأية أفكار متطرفة أو شاذة .
ثانيا ، وثق علاقتك بالمصدر ولا تستمع لأية وسيلة أو شخص ليس برسمي ، وابتعد عن الشائعات ومصدريها الذين لا يريدون لا بك ولا بالمنشأة خيرا .
ثالثا ، أعط المسؤول عن أو قائد التغيير فرصة في أن يشرح التغيير أو التغييرات الجديدة ، واطلب المزيد من الشروحات إن استعصى عليك فهم التغيير فهذا حقك وأبسط حقوقك وهي أن تعرف .
رابعا ، لابد أن تواكب المنشآة التي أنت فيها متغيرات العصر لتواكب المنافسة المحلية والإقليمية والدولية لها ، وأنت جزء من هذا المركب ، فلا تعاند ولا تصادم التغيير وإنما كن سباقا لتبنيه .
حياتكم تغيير دائم وجميل
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال