الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أصدر دونالد ترامب قرارأثُر على 2.1 مليون وظيفة فقط في سوق عمل عدد وظائفه في عام 2018 يقارب 156 مليون وظيفة، ولم يشر القرار إلى عدم الحاجة للشهادة ولكن لن يعتد بها كمقياس أوحد للتوظيف ويكون التوظيف في الحكومة الفيدرالية بناء على معايير متعددة من أهمها “الجدارات والمعرفة بدلا من التوظيف بناء على متطلبات شهادات أكاديمية معينة فقط ” واأنا هنا أقتبس من ايفانكا ترامب مستشارة الرئيس الأمريكي عند تعليقها على القرار.
القرار لم يكن يقلل من أهمية الشهادة كما تناقله البعض وحاول الترويج له، ولكن كان تغيير لمفهوم التوظيف ليكون أكثر فعالية في توظيف المؤهلين بدل الإعتماد على الآلية السابقة بتحديد درجات علمية معينة فقط لشغر الوظائف. أخذاً بعين الإعتبار الكثير من الظروف الإجتماعية، التعليمية، والإقتصادية للمجتمع الأمريكي وليس المجال لتفصيلها. ( وهذا ماتعتمده العديد من الشركات التي لاتقلل من أهمية الشهادة ولكن لاتجعلها معياراً أوحد )
الغريب هو تهافت البعض وتحوير القرار إلى غير مقاصده لمحاولة إثبات فكرة أن الشهادة لاتعني شيء، والتغني بالناجحين الذين لايحملون شهادات جامعية ونقل جزء من الرواية وإخفاء الجزء الأهم مثل الظروف الإجتماعية والإقتصادية للكثير منهم، ونقل الروايات والقصص لإيهام المتلقي وكأن العامل الأهم لنجاحهم هو عدم حصولهم على شهادة جامعية! وهذا منافي للواقع جملةً وتفصيلاً.
لماذا الشهادة مهمة ؟، انتهى زمن الإجازات العلمية من العلماء وتناقلها كأبرز إثبات لاكتساب المعرفة، فالشهادات الأكاديمية والمهنية هي أهم الأسلحة في وقتنا الحاضر لإثبات المعرفة الأساسية في تخصص معين، ولكن إن كنت ترى أنها من ستقودك للنجاح فقد أخطأت، الدراسة الجامعية توسع المدارك وطريقة النظر للكثير من الأمورالتخصصية والعامة أيضاً، وتفتح الأبواب فقط وعليك أنت سبرأغوارها.
الخبرة دون مرتكز علمي للممارسات لنقدها والنظر إليها بعين متجردة لإيجاد الخلل وتطوير مايمكن تطويره، هي أقرب ماتكون للتخبط وضيق الأفق، فالخبرة التي أخذتها من عملك ليست بالضرورة أن تكون هي الممارسة الصحيحة لتعتد بها إذا لم تضعها على ميزان النقد مستنداً على عدة معاييرعلمية وممارسات عالمية، ولايمكنك الإعتماد عليها وتطبيقها عند انتقالك لمكان آخر، فالتحديات تختلف وكذا الحلول أيضاً، وتجاوز التحديات وحل المشاكل يتطلب جدارات تتشكل من معرفة ومهارة وقدرة.
المهارة وقدرتك على إنجاز عملك وممارسة ماتعلمت بفعالية وتميز هي نتيجة للمعارف والخبرات المتراكمة فلايمكن أن تتقن مهارة بدون معرفة، والمعرفة في وقتنا الحاضر من أهم حواضنها هي الشهادات الأكاديمية والمهنية.
الجدير بالذكر أن العديد من الوزارات والهيئات الحكومية مؤخرا انتهجت نفس النهج وأعادت النظر إلى آلية التوظيف باعتماد معايير واختبارات متعددة مع الإحتفاظ بشرط المؤهل الأكاديمي كأحد المعايير الأولية، وليس كونه معيار أوحد، مما ساهم في استقطاب العديد من الكفاءات التي تمارس عملها باقتدار وتقليل الأخطاء في عملية الإستقطاب والتعيين.
طلب العلم فضيلة وهو أساس لكل الخبرات والمهارات ، ولو شذ فئة يبحثون عن الورق فقط دون تطبيق ماتعلموه فلا يعبرون عن السائد أبداً، ولايُحكم بمن شذ عن القاعدة.
خلاصة : اطلب العلم لذاته لا للوصول، وستجد العاقبة خيراً مما تمنيت.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال