الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بمجرد تصفح موقع الهيئة الملكية لمدينة الرياض، سيلفت انتباهك أسلوب التشويق والجذب لعدد المشاريع على وشك الانتهاء. كما أن الدعوة للمساهمة في صناعة القرار من خلال منصة المشاركة المجتمعية يثلج الصدر بحد ذاته. ومع كل ذلك فإن أكثر ما لفت انتباهي هو السياسات والمعايير الاسترشادية للتطبيقات الحكومية للهواتف المتنقلة. وكأي ساكن من سكان مدينة الرياض فإنني بكل تأكيد أحلم بأن تكون مدينتي هي محور التنمية الاقتصادية في المنطقة. لكنني بالإضافة لذلك مهتم جدا بأن يلعب الابتكار دورا أساسيا في هذا الحراك، الذي نطمح أن يحول معالم وأحياء مدينتنا إلى قطعة فنية جاذبة لكل مستثمر.
بعد إعلان الأستاذ فهد الرشيد – رئيس الهيئة الملكية للرياض – عن فكرة أن تكون الرياض مدينة يقطنها خمسة عشر مليون نسمة، بدأت أحصر تفكيري في جانب محدد لأخرج بتصور حول كيفية مساهمة الابتكار في تحقيق مثل هذا الهدف. لم يتطلب الأمر كثير من البحث، فتجربة مدينة ينبع الصناعية في تدشين مشروعها الرائد لتحقق طموحات الرؤية من خلال التحول إلى مدينة ذكية هي بالفعل تجربة جديرة بالاهتمام. صحيح أن البون شاسع بين المدينتين من حيث المساحة والاتساع، لكننا في نهاية المطاف نعلم أن كثير من الجهد قد تم سلفا على شتى الأصعدة للارتقاء بالخدمات المقدمة في كل المدن. ولعل الجائزة التي نالها مشروع مدينة ينبع كأول مدينة صناعية ذكية في المملكة قبل عدة سنوات حافزا لمواصلة السير في ذات الاتجاه.
أما بالنسبة لمعايير التطبيقات الحكومية للهواتف التي لفتت انتباهي، فهي من وجهة نظري قد تكون خطوة لتصبح مدينة الرياض بأكملها في متناول يدك خلال فترة وجيزة من الآن. ومسألة الإطلاق بالتوازي مع خطة نمو المدينة لتتسع لضعف عدد السكان الحالي، يساهم في تسهيل سبل الحياة مع الازدحام، وزيادة الطلب على المرافق العامة.
تخطط في أحد الأيام للخروج لموعد طبيب على سبيل المثال فتقوم بشكل مباشر عن طريق التطبيقات بترتيب خط السير، وحجز الموقف واختيار أنسب الأوقات للزيارة بشكل مسبق، و كان الله في عون من لا يجيد استخدام التقنية .
مؤخرا بدأنا نلحظ أيضا انتشار مواقف النقل العام بشكل لافت في صورة ربما تسهم بتحفيز الكثير من الأشخاص على الاستعاضة بوسائل النقل العام عن مركباتهم الخاصة. وهي خطوة لعلها تتبع بخطوات لاحقة عند تهيئة البنية التحتية للمركبات الذكية والتي من المأمول أن تسهم في تقليل نسبة الحوادث والمخالفات المرورية. تبقى النقطة المهمة جدا هنا، وهي أن مثل هذا النموذج سيحتاج لعقول مبدعة تتعامل مع كل ما حولها بطريقة جديدة ومختلفة ، بالإضافة لأنظمة تعليم تعتمد الابتكار كمنهج أساسي لتسهم في تحسين جودة الحياة داخل هذه المدينة، سواء للمواطن والمقيم، أو حتى للزوار والسائحين. فمدينة بهذه المواصفات تعني أن الوظائف في المستقبل القريب ستختلف عن كل ما نراه اليوم، وسيكون الابتكار عصب هذه الحياة التي ينعم بها الجميع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال