الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يشكل مشروع النقل العام بمدينة الرياض مرحلة جديدة من مراحل التغيير في المدينة. وعادة ما ينعكس التطور في وسائل النقل على تخطيط المدينة ويمكن ملاحظة ذلك عند دخول المركبات كوسيلة نقل حيث بدأت أزقة المدينة في الانحسار تدريجيا وبرزت الشوارع الواسعة التي تسمح بحركة السيارات بسهولة وانسيابية كما توقف نمو المدينة بشكلها ذو الطابع العضوي إلى حلة مختلفة يغلب عليها التخطيط الشبكي. ويعد ذلك استجابة طبيعية لمتطلبات وسيلة النقل الجديدة آنا ذاك. واليوم مع إطلاق مرحلة جديدة أخرى متمثلة في النقل العام القائم على شبكة من القطارات الكهربائية ومن الحافلات متعددة المستويات وقرب الإنتهاء من تنفيذها والبدء بتشغيلها فمن المتوقع حدوث تغيير على مستوى التخطيط العمراني للمدينة كجزء من استراتيجية تهدف إلى الاستفادة القصوى من هذه الشبكة.
وبشكل عام تساهم العديد من الجوانب المرتبطة بالتخطيط العمراني للمدينة في رفع استخدام السكان لهذه الشبكة، وفيما يلي عدد من النقاط التي من الممكن أن تساهم في ذلك وهي:
1- تطوير أنظمة البناء للمناطق المحيطة بشبكات النقل العام سواء كانت قطارات أم حافلات بما يسهم في زيادة الكثافة السكانية حولها.
2-العمل على تكامل الاستخدامات أو التوجه نحو الاستخدمات المختلطة (سكني، تجاري، مكتبي، خدمي، إلخ) للأراضي الممتدة على محاور الحركة الرئيسية وحول نقاط التجمع الخاصة بشبكة النقل العام بما يضمن أطول فترة لاستخدام شبكة النقل العام خلال اليوم.
3- تطوير ممرات المشاة المحيطة بشبكة النقل العام بما يسهل الوصول إلى الشبكة.
4- العمل على تقليص مساحة الأراضي غير المبنية بما يرفع الكثافات السكانية حول الشبكة.
5- دراسة امكانية توفير نقاط خاصة بالحافلات ضمن المشاريع الكبرى التي تستقطب كثافات عالية من المرتادين بما يدعم تغذية بقية محطات الشبكة بالمستخدمين.
6- توفير ساحات حول شبكة النقل العام واستخدامها لإقامة الفعاليات.
7- تطوير شبكة الطرق المحيطة بالنقل العام بما يدعم الوصول لمحطات شبكة النقل العام والخروج منها بانسيابيه وسهولة.
كما أنه من الجيد القيام بدراسات للعديد من المدن التي أصبح النقل العام سمة بارزة لديهم والنظر في التطور المتعلق بالنواحي التخطيطية لهذه المدن وتقييمها وصياغة مخرجات هذه الدراسات وبما يتماشى مع طبيعة مدينة الرياض وذلك على شكل استراتيجية متعلقة بتخطيط المدينة يتم تحديثها كل مدة وبما يساهم في تطور المدينة.
هذا والله أعلم
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال