الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تغيرت صناعة السيارات مُؤَخَّرًا بعد ما كانت معتمدة على الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة في محركاتها, تقوم الآن بالتوسع في تصنيع السيارات الكهربائية والهيدروجينية. هناك أسباب عديدة خلف هذا التغيير الجذري, من أهمها التقليل من الانبعاثات الكربونية والتي بدورها سوف تساهم في انخفاض معدلات التلوث في المدن وبالتالي انخفاض مستويات الاحتباس الحراري لكوكب الأرض بالإجمال. إِذَا كيف تعمل السيارات الكهربائية والهيدروجينية؟
بعيداً عن الحديث التقني المعقد, يتلخص عمل السيارات الكهربائية بأنها تستبدل المحرك الميكانيكي للسيارة التقليدية بمحرك كهربائي, ويتم تزويد المحرك بالطاقة اللازمة عن طريق بطاريات الليثيوم أيون والتي يتم شحنها عن طريق التيار الكهربائي المعتاد.
في حين تدمج السيارات الهيدروجينية, الهيدروجين مع الأكسجين لإنتاج الكهرباء، والتي تعمل بعد ذلك على تشغيل المحرك الكهربائي. يعتبر الهيدروجين هو أخف العناصر الكيميائية وأكثرها وفرة في الكون, وتتولد الطاقة الهيدروجينية عن طريق مزج تبخر الماء مع غاز الميثان , وميزة الهيدروجين انه قابل للضغط , فيتم تحويل هذه الكتلة الهيدروجينية من غاز إلى مادة سائلة ليسهل استخدامها كوقود.
من الناحية البيئية, تعتبر السيارات الهيدروجينية صديقة للبيئة بشكل أكبر من السيارات الكهربائية والسبب يعود إلى أن الانبعاثات الوحيدة الناتجة من الاحتراق الحراري في عمل السيارات الهيدروجينية تعتبر مياه صالحة تماماً للشرب. عكس السيارات الكهربائية والتي وإن كان لا يوجد بها احتراق حراري ألا إن الطاقة الكهربائية التي يتم شحن البطاريات بها يتم توليدها في أغلب الدول بطريقة تقليدية عن طريق حرق الوقود الأحفوري, وأيضا بعد انتهاء العمر الافتراضي للبطاريات سوف تكون عبء آخر على البيئة.
أما اِقْتِصَادِيٌّ, تتفوق السيارات الكهربائية على الهيدروجينية, حيث إن تكلفة شحن البطاريات تقع بين خمس إلى عشر دولارات أمريكية لكل 400 كيلو متر, أما تعبئة خزان وقود بالهيدروجين لنفس المسافة تتراوح ما بين 80 إلى 85 دولاراً.
ولكن على الرغم من ذلك, نجد أن الشركات المصنعة تهتم بتصنيع السيارات الكهربائية أكثر من الهيدروجينية, حيث إنه يوجد في العالم الآن أكثر من ثلاثة ملايين سيارة كهربائية مقارنة ببضع مئات من سيارات الهيدروجين, والسبب يعود إلى البنية التحتية. حيث أن الكهرباء تتوفر في الأغلبية العظمى من الطرق. أما محطات الهيدروجين فهي قليلة جداً في العالم حتى في الدول المتبنية لهذه الصناعة كاليابان على سبيل المثال والتي تطمح إلى رفعها إلى 160 محطة بالأعوام القادمة.
سوف يشهد العقد القادم ارتفاع حاد في مبيعات السيارات الكهربائية وتتوقع الدراسات أن تتفوق السيارات الكهربائية من حيث حجم المبيعات على السيارات ذات التنفس الطبيعي أو الاحتقان المباشر. ولكن على المدى البعيد ومع الاستثمار في البنى التحتية اعتقد أن ترتفع نسبة الاعتماد على السيارات الهيدروجينية وقد تتجاوز الكهربائية والسبب يعود إلى أنها هي الطاقة النظيفة الحقيقية وَأَيْضًا الطاقة ذات الاستدامة طويلة الأمد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال