الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في حوار لطيف بين الأصدقاء أتخذ من أحد مقاهي الرياض الصغيرة مكانًا له، كان الحديث عن التسويق وتغيراته بإقسامه التقليدية والرقمية.
فجأة علت نبرة الحوار بسبب سؤال عابر عن ” تأثير تسويق إنجازات الشركات والجهات الحساسة والأمنية من خلال حملات ترويجية أو إتصالية تقليدية أو رقمية على أمن المعلومات، ثم تأثيرها الكبير على السمعة والصورة الذهنية للجهة ؟ ”
ومن تلك الجلسة ولدت فكرة هذا المقال عنوانه “التسويق في المنشأت الحساسة.. سرية المعلومات أولاً”
لأن الإجابة على ذلك السؤال في حاجة إلى مقال يشرح المشكلة ويعالج جوانبها..
ولعل الإجابة تكون من خلال سؤالين فرعيين:
الأول: ماهي الأثار المترتبة على الصورة الذهنية على الجهة أو الشركة في التسرع في نشر صورة أو فيديو ترويجي يحتوي على معلومات حساسة، ويمكن اختصارها في نقطتين أ – ب:
النقطة أ: قد تتعرض الجهة أو الشركة أو قاعدة عملائها لحملات اختراقات بسبب كشف سرية المعلومات بسبب خطأ صغير في صورة أو مقطع قصير غفل عنه قسم التسويق في زحام الفرح بالإنجاز ونشوة الترويج له.
النقطة ب: اهتزاز الثقة برسالة العلامة التجارية المبنية على الحفاظ التام على سرية المعلومات أمام أصحاب المصلحة من عملاء وشراكات، مما يعرضها للإستنزاف مالي وبشري بسبب الإنفاق على حملات تسويقية و اتصالية لمحاولة إٍستعادة الثقة.
الجزء: هل يعني هذا الاستغناء عن دور التسويق بأقسامه للمنشآت والشركات؟ الجواب ببساطة “لا”، ولكن هناك بعض الخطوات والسياسات التي يجب على إدارة التسويق اتخاذها في هذه الجهات لتسويقٍ فعال وآمن..
– يجب تأهيل وتدريب أخصائي التسويق في المنظمة على أهمية الحفاظ على المعلومات وعن منظومة الأمن السيبراني ككل، ويجب نشر هذه الثقافة في المنظمة بكاملها، فكل موظف هو ممثل للعلامة التجارية وأحد وحامي لخصوصيتها.
– وضع القوانين والسياسات الخاصة بالتصوير وحوكمة النشر وعرض المواد على مدير الإدارة المؤهل مسبقًا للموافقة عليها قبل نشرها.
تظليل البيانات الهامة في الصور، والاستعانة ببعض المختصين في مجال أمن المعلومات لإبداء رأيهم حيال المواد المصورة وتقييم المحتوى بعين المخترِق قبل نشرها وتسويقها.
– وضع عقوبات صارمة على الاستهتار بسياسات النشر، لأن كلفة الضرر على الصورة الذهنية للمنشآت باهظة الثمن، وطويلة المدى.
ختامًا:
يشغل أمن المعلومات حيزا عالي الأهمية وشديد الحساسية على الجهات والشركات والحكومات، ففي إحصائية نشرتها جامعة ميلارند، يهاجم القراصنة الإلكترونيين كل 39 ثانية وبمتوسط 2,244 هجوم كل يوم، مما يستدعي قوانين صارمة، وحوكمة مدروسة، وأدلة إرشادية لتسويق إنجازات وفعاليات الجهات وتغطياتها الإعلامية، لتفادي أي ثغرة قد تكشف المعلومات الحساسة أو قواعد بيانات العملاء وتعرض المنشأة لأي اختراق أو ضرر ناجم عن أخطاء بشرية غير مقصودة خلال نشوة الاحتفاء بالإنجاز.
ومضة ..
ليس كل ماينجز يُسوق، فأحيانًا تسويق المُنجز قد ينقلب ضررًا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال