الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إستكمالاً لمقال الأسبوع الماضي حول مستقبل التعلم، وأن التعلم في الوقت الفعلي Real time learning هو مستقبل التعلم والتطور المعرفي، وكنت قد أسردت في المقال السابق الفروقات الجوهرية بين التعلم الإلكتروني التقليدي القائم على إتمام الدورات التدريبية الكاملة، وبين التعلم عند الإحتياج إلى المعرفة. اليوم أود أن أتحدث حول فائدة هذا النموذج من التعلم للمنشآت التي يصلح أن تستخدمه، لكن قبل أن أبدأ أحب أن أنوه أن التعلم في الوقت الفعلي قد يكمل عمل الدورات التدريبية، وقد يكون فعالاً بشكل فردي حيث هناك مواقف كثيرة وسيناريوهات متعددة وبناءً عليها تختلف الطريقة المثلى للتعلم.
بشكل أشمل هناك فوائد كبيرة للمنشأة عند تنفيذ نموذج التعلم في الوقت الفعلي، منها أن التعلم في الوقت الفعلي أقل من تكلفة التعليم التقليدي، حيث لا تحتاج المنشأة إلى توفير مواد كثيرة ومدربين لتقديم دورة تدريبية مكتملة مقابل أن الموظف قد يحتاج معلومات أقل وفي وقت أقل، مما يقلل من التكاليف الخاصة بالتدريب والتطوير بشكل كبير، أيضاً عندما نأخذ في الاعتبار تقليل أوقات التدريب التي يستغرقها الموظفون في عمليات التدريب التقليدي، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة إنتاجية مباشرة ويمكن قياسها بسهولة.
تتميز دروس التعلم في الوقت الفعلي بالمدة القصيرة التي تتراوح غالباً بين 3 إلى 5 دقائق، لذا تعود الفائدة على المنشأة من خلال تقليل الوقت الخاص بتطوير هذه الدروس وتحديثها بدلاً من الوقت المستغرق في تطوير وتحديث دورة كاملة، وبالتالي يكون هناك سرعة في النشر وكفاءة في تقديم المعلومات للموظفين.
التعلم في الوقت الفعلي فعال في إكتساب المعرفة للموظف، فنظراً لعدم وجود تأخير في تطبيق المعرفة المكتسبة بشكل عملي ومباشر، لا يوجد فقدان في الاحتفاظ بالمعرفة، حيث يعاني المتدربون كثيراً بسبب إحتفاظهم للقليل من المعرفة المكتسبة من خلال التعليم التقليدي مثل الدورات التدريبية، لذا التعلم في الوقت الفعلي يقوم بحل هذه المشكلة بشكل فعال، فالموظف عندما يحتاج إلى معلومة أو معرفة محددة أثناء قيامه بأي مهمة أو مشروع، على الفور يستطيع اكتساب هذه المعرفة وتطبيقها بشكل مباشر وبالتالي تقل كثيراً نسبة عدم الاحتفاظ بالمعرفة، وهذا يوفر على المنشأة الكثير من الجهود التي تبذل في سبيل تطوير مهارات موظفيها.
أيضاً هذا النموذج من التعلم يساعد المنشأة في تقديم تجربة أفضل لموظفيها، فكما يجب على المنشأة أن تهتم بتطوير موظفيها للحفاظ على قيمتهم بشكل مستمر، تحتاج أيضاً إلى التأكد من أن طريقة التطوير والتعلم فعالة وتساعدهم بشكل عملي في تحقيق الأهداف التعليمية التي يسعون إليها، لذا يساعد التعلم في الوقت الفعلي على جعل تجربة الموظف في التعلم والتطور أكثر إيجابية.
أخيراً أود أن أؤكد على أن التعلم في الوقت الفعلي قد لا يكون الخيار الأمثل في كل المجالات والقطاعات، لكن هذا النموذج بدأ ينتشر بشكل سريع، نظراً لما يقدمه من حلول تساعد المنشآت والموظفين على إكتساب المعرفة بسهولة وبشكل أكثر فعالية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال