الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نشرت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد قبل اسبوع مجموعة احكام ابتدائية تضمنت بعض قضايا غسيل الاموال وكانت اخبار غير رسمية قد تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي عن تورط عدد ممن يسمون ( مشاهير ) حيث يجري التنسيق القانوني بشأنهم ، في كل الاحوال غسيل الاموال نزيف عالي للاقتصاد وله ابعاد سلبية ضارة بالافراد والمجتمعات في مختلف شؤون وانشطة الحياة وهي نتاج لعمليات قذرة تقوم بها عصابات المخدرات وغيرها ممن امتهن النشاط الإجراميّ عن طريق الحصول على الأموال من مصادر غير قانونية ترتبط بالأنشطة الإجرامية ليتم بعد ذلك استخدام هذه الأموال في الأنشطة المشروعة، وبالتالي تصبح هذه الأموال فيما بعد تحت غطاء قانوني يمكن استخدامها بشكل نظامي ، وتنشط هذه العمليات اليوم عبر وسائل التواصل الالكتروني والاتصالات الهاتفية التي طال ازعاجها الكثير من المواطنين ، الاغراء المالي الكبير الذي يُقدم للضحية يفتح له في منظوره الطريق السريع للكسب وبلا جهد او خطط او عمل انتاجي وهذا بدوره فساد آخر .
ان غسيل الأموال مصطلح فعلي للغسيل والتنظيف وذلك للتخلص من رائحة المخدرات التي كانت تلتصق بالعملات الورقية نتيجة لوضعهما معاً اثناء التداول فيما بعد اصبح هذا المصطلح يدخل في اي اعمال مشبوهة ومحرمة دوليًا ! إنها جريمة دولية ومعضلة اقتصادية تضر كثيرا بمكونات الاقتصاد حيث يُقدر العائد السنوي عالمياً منها ما نسبته من 2% إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وتصل خسائره من 1.6 الى 4 تريليون دولار سنوياً وهذا بطبيعة الحال يقوض النمو العالمي .
جهود المملكة حثيثة وتعمل بشكل منظم كعضو في مجموعة العمل المالي Financial Action Task Force ( FATF ) اضافة الى العمل المتميز في ذات الاتجاه للجنة مكافحة غسيل الاموال في “ساما” وبقية القطاعات
من هنا كانت المملكة في طليعة الدول المشاركة بفاعلية في محاربة عمليات غسيل الأموال والأنشطة المتعلقة بها ، وتشدد ساما من مغبة الوقوع في عمليات الاستغلال من أجل تنفيذ عمليات غسل الأموال، كما انها تحذر وبشكل متواصل بضرورة توخي الحيطة ورفع الوعي من تلك الممارسات التي يعاقب عليها القانون المالي في المملكة بأشد العقوبات.
مجمل القول : سواء كانت قضايا غسيل الاموال لمشاهير او غيرهم القصة ببساطة اخلاقية وطنية وأي نشاط لها جريمة محرمة دولياً ونحن بحاجة ماسة الى المزيد من تضافر الجهود الاعلامية وخلق المزيد من الوعي الثقافي لشبابنا الواعد والذي جُبل على انسانيته وقيّمه نحو العمل الانتاجي القنوع بالرضا ومحبة الناس والخير وقد قيل القناعة كنز لا يفنى ، يقول المثل الذي يصور الثراء الفاحش الغير نظيف : ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع ، جنبنا الله وإياكم هذه الشرور ، عيدكم مبارك وكل عام وانتم والوطن في خير وازدهار .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال