الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلنت كبرى شركات النفط والطاقة في العالم عن نتائجها المالية للربع الثاني من العام, وهو الربع الذي تشير كل التوقعات الى أنه سوف يكون الأسوء, وذلك بسبب تأثره الكبير بالجائحة وهبوط أسعار النفط. وبالفعل سجلت كل الشركات الكبيرة بلا استثناء خسائر حادة, واضطر عدد من الشركات المتوسطة والصغيرة الى اعلان افلاسها او الاندماج.
كما يوضح لنا الرسم البياني السابق, سجلت شركة رويال داتش شل أكبر الخسائر في هذا الربع عند 18.3 مليار دولار مقارنة بأرباح صافية بلغت 2.9 مليار دولار في الربع الأول و3.5 مليار دولار على أساس سنوي, وتوقعت الشركة شطب ما يقارب 22 مليار دولار من اصولها جراء هذه الخسائر. يليها شركة بريتش بتروليوم والتي خسرت ما يقارب 16.8 مليار دولار, مقارنه بخسارة 4.4 مليار دولار في الربع الاول من العام, وربح 1.8 مليار دولار على اساس سنوي, وهذي الخسائر كانت وراء شطب ست مليارات دولار من أصول الشركة في النفط والغاز وتسريح أكثر من 10 آلاف موظف.
وبمجرد النظر الى هذه الارقام والقرارات القاسية, نستطيع ان نرى مدى عمق المشكلة لدى شركات النفط. ولكن بالنظر الى الجانب الآخر في هذه الصناعة وهو شركات خدمات النفط والغاز سوف نرى أن المشكلة أكبر بكثير, فقدت الشركات في هذا المجال أكثر من ثلاثين بالمئة من إيراداتها, والبعض منها أصبح على شفا الانهيار ويصارع للبقاء.
الجدول التالي يوضح لنا إيرادات شركات خدمات النفط والغاز مقارنة في الربع الاول والسنة الماضية.
(الأرقام بالمليار دولار)
حاولت بعض الشركات أمتصاص الأزمة بشطب بعض الأصول أو إيقاف الأستثمارات, حتى وأن كان يبدو هذا حلً الا انه يبقى حلً مؤقتاً, وله أثار سلبية كبيرة في المستقبل تحدثنا عنها في مقالات سابقة. الحل الحقيقي أمام هذا التحدي هو رفع كفاءة الشركات, والتعايش مع الواقع الجديد.
قد تكون هذه الأزمة فرصة لمراجعة ومعالجة المشاكل الداخلية في كل شركة, وجعلها أكثر مرونة وسلاسة لرفع الأنتاجية فيها.
هناك الكثير من القرارات القاسية والعمل الشاق والمخاوف والشكوك, ولكن الأكيد أننا في مفترق طرق ويجب على الجميع التعامل بحذر, وتجاوز هذه المرحلة سوف يجعل المنظمة أكثر جاهزية في وجه الأزمات القادمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال