الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في حال تتبعت موقع جوجل للفنون والثقافة، وحاولت استكشاف محتواه بما يضم من متاحف افتراضية، فأنت ربما تكون أحد أولئك المهتمين بإحداث تغيير جذري، يسهم في إيصال المحتوى المعرفي لأكبر عدد من البشر. كان لدي اعتقاد بأن الموقع هوعبارة عن جهد بسيط لاستدراك ما يمكن أن يكون قد فات هذه الشركة العملاقة في هذا الجانب، لكن الأرقام التي اطلعت عليها أذهلتني. فهناك أكثر من ألفي متحف يسمح لك الموقع بزيارتها بشكل افتراضي و التعرف على أدق تفاصيلها من منزلك. ليس هذا فحسب، فأنت يمكن أيضا أن تقوم بزيارة عجائب الدنيا عبر ذات الموقع ، و تتعرف على نبذة مختصرة عنها.
حاولت القيام بعملية بحث في الموقع باستعمال مفردة المملكة العربية السعودية فوجدت بعض الصور والمعلومات التي أعتقد أنه من الممكن عرضها بشكل أكثر جودة ، وهو أمر محفز لبذل كثير من الجهد في هذا المجال. ولو أخذنا بعين الاعتبار مسألة التسويق للسياحة في المملكة التي يتم التركيز عليها بشكل كبير مؤخرا على شتى الأصعدة، فربما يكون موقع البحث ” جوجل” هو الملجأ الأول لكل من يخطط لهذه الزيارة.
تأتي بعد ذلك مسألة ذات بعد إضافي في عملية الابتكار من حيث ترغيب الزائر للموقع في الاستمراربالبحث عن مزيد من المعلومات، وتحفيزه لزيارة هذه المواقع ومشاهدتها على أرض الواقع. فتحقيق التحول الثقافي الشامل في القادم الأيام يعني الاستفادة من كافة الأدوات المتوفرة والتي يمكن أن تخدم هذا التحول.
و ربما ليس من الصعب علينا أن نتخيل أحد السياح المقبلين على زيارة مملكتنا الحبيبة يتصفح مثل هذا الموقع ليتعرف على بعض المعالم الأثرية في البلاد. كما أنه من الجيد تتبع كل ما قام به الزائر خلال عملية التصفح هذه من باب التعرف على اهتماماته وميوله ليتم بعد ذلك تصميم البرنامج المناسب له مع إرسال دعوة مذيلة بإهداء من قبل أحد فناني هذه البلاد، سواء كان فنا تشكيليا أو أدبيا، أو غيره من الفنون.
حتى الألعاب التفاعلية على الموقع أيضا يمكن أن تكون وسيلة لجذب شريحة إضافية من جيل الناشئين، وتحبيبهم في الفنون والثقافة بالطريقة التي تناسب شخصيتهم. فهناك كم كبير من المعلومات والمعارف التي يمكن أن تصل عبر هذه الوسيلة لقلوبهم. خصوصا وأن هذا الجيل شغوف بالتقنية وكل ما يتعلق بها لأبعد حد. خذ على سبيل المثال فكرة عرض المواقع التاريخية واختبار القدرة على معرفة تسلسل الأحداث.
وعلى أي حال فالموقع بالتأكيد لا يجب أن يكون وحده محط اهتمامنا، فهو فقط أحد الوسائل المساعدة، وهو في اعتقادي مدخل جيد حتى للطلاب الدراسين في تخصصات الفنون بالخارج. ويبقى الأمل دافعا لنا جميعاً في أن تسهم مثل هذه الأفكار بتحقيق الرغبة الطموحة من قبل مسؤولي الوزارة في أن يشارك أكبر عدد من الناس في هذه الرحلة الثقافية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال