كيف غطّت تركيا فشلها في الاستيلاء على نفط ليبيا وغاز المتوسط؟

ماذا صنعت تركيا بعد فشلها في الاستيلاء على نفط ليبيا وغاز البحر الأبيض المتوسط؟ ولماذا هذا التوقيت لاكتشافات الغاز (التاريخية) الوهمية في تركيا؟

حتى وان صح خبر اكتشاف ‏تركيا لأكبر حقل للغاز الطبيعي في تاريخها في ‎البحر الأسود، يحتوي على 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فلقد لوحظ من التهويل الإعلامي ما يثير الكثير من علامات الاستفهام في هذا التوقيت:

* هل الفرقعات الاعلامية موجهه للسيطره على تدهور الليرة التركية والتقييمات السلبية للاقتصاد التركي وأزمة الديون المستحقة وتوقعات خروج تركيا من دول العشرين؟

* هل جاء الاعلان لتشتيت الانتباه عن الإخفاقات الاقتصادية في تركيا والمحاولة المستميتة لاستقرار الليرة التركية؟

* لماذا هذا التوقيت بعد الفشل في مواجهة اليونان ومصر وقبرص في البحر الأبيض المتوسط والصفعات القويه التي وُجّهت لهم في ليبيا وتضامن الاتحاد الأوروبي مع اليونان؟

* لماذا لم يتطرق التهويل الإعلامي إلى حساب الوقت الزمني لاستخراج الغاز وايصاله إلى المستهلك النهائي والذي قد يصل الى اكثر من 10 سنوات بينما ذكر أن القيمة الاقتصادية لاحتياط الغاز المكتشف في البحر الأسود تُقدّر بنحو 65 مليار دولار؟

* كيف ستكتفي تركيا ذاتياً في حاجاتها لموارد الطاقة من الدول الأخرى لقرابة 30 عام من متطلبات الغاز الطبيعي والحقل المكتشف يحتوي على 320 مليار متر مكعب من الغاز فقط، بينما تستهلك تركيا قرابة 53 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً؟ مما يعني أن هذا الحقل سيكفي تركيا 6 سنوات فقط، ولن تتمكن من التصدير؟

* على افتراض قدرة تركيا على القيام بإستثمارات المنبع المطلوبة  لاستخراج الغاز من الحقل، وعلى افتراض أنها تستطيع تحمل الكلفة العالية جدا وتملك القدرة على الحفر والاستخراج وايصال الغاز للمستهلك النهائي، دون الحاجة إلى شركات عالمية، فإن ذلك سيحتاج إلى 10 سنوات على الأقل.

وفي النهاية نقارن هذا الاكتشاف حيث لا يوجد مجال للمقارنة بإكتشاف حقل الجافورة العملاق في المملكة العربية السعودية والذي يحتوي على أكثر من 200 تريلون متر مكعب من الغاز لوحده من غير باقي حقول الغاز في المملكة، وتم الإعلان عنه بخطط رُسمت مسبقاً لمواكبة أهداف واستراتيجيات وُضعت ضمن رؤية 2030 لدعم الصناعة والطاقة. وبحسبة بسيطة، فإن 200 تريليون من الغاز تساوي أكثر من 17 ضعف من كميات الغاز الموجودة في الحقل التركي الوهمي. (مليار متر مكعب تساوي 11.3 تريليون قدم مكعب).

ولذلك فإن الإعلان عن هذا الاكتشاف الوهمي للغاز سوف يكون له أثر عكسي للسياسات التركية الهشّة المتخبّطة والتعدّيات الخارجية التي استاء منها حتى الاتحاد الأوروبي، وسوف تفقد تركيا مع هذا الاعلان المصداقية الإعلامية أمام الوكالات والمؤسسات الدولية والتي كانت – اي المصداقية – على المحك من الأساس.