الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جميعنا شاهدنا في الاونة الأخيرة التصعيد الأمريكي بشأن وضع قيود على استخدام بعض التطبيقات منها تطبيق الفيديو الاجتماعي “تيك توك” الذي أطلق في سبتمبر 2016 . يعتبر التطبيق صيني الملكية و أصبح واحد من أكثر التطبيقات انتشارا حول العالم حيث بلغ عدد المستخدمين للبرنامج 800 مليون مستخدم نشط شهري. و قد حققت الشركة أرباحا صافية في العام الماضي بمقدار 3 مليارات دولار أمريكي. (موقع ستاتيسيا) حذر الرئيس الأمريكي بحظر البرنامج في الولايات المتحدة على أن البرنامج يخترق خصوصية وبيانات المشتركين فيه مما قد يؤثر على تهديد الأمن القومي. و في المقابل دافعت الشركة عن سياسة الخصوصية التي تبعها بشأن المشتركين و انها ليس لها اي اتجاهات سياسية فهو مجرد برنامج اجتماعي.
أيضا شهد تطبيق “تويتر” تصعيد من نوع اخر لتضيق ممارسة نشاطه بعد أن منع التطبيق نشر تغريدة للرئيس الأمريكي مخالفة لسياسة التطبيق . و يبلغ عدد مستخدمين تويتر 330 مليون مستخدم شهريا , و قد حقق التطبيق إيرادات سنوية في عام 2019 بمقدار 3.46 مليار دولار أمريكي .(موقع ستاتيسيا)
ان ما نراه من تداخل للمشهد السياسي مع نشاط شركات التطبيقات ما هو الا دليل على كبر حجمها السوقي و تاثيرها الاقتصادي العالمي الكبير فمن المتوقع أن يبلغ حجم صناعة التطبيقات 581.9 مليار دولار في عام 2020 الذي يعتبر أكثر ب 200% مقارنة بعام 2016 ( من موقع ستاتيسيا ) . ولكن في حال تم تدخل المشهد السياسي لوضع قيود على اداء التطبيقات سينتج عنه تأثير سلبي على ربحيتها من خلال تقليل عدد مستخدميها وبالتالي تقل القيمة السوقية للتطبيق وهو ما لا تريده اي منشأة اقتصادية رابحة و لها خطة نمو و توسع. يبلغ متوسط الاستخدام اليومي لتطبيقات الجوال بمعدل ساعتين و 15 دقيقة لاستخدام الشخص الطبيعي و يعتبر 90% من استخدام الاشخاص للهواتف الذكية يكون عبر التطبيقات (بحسب موقع استاتيسيا ).
يعتبر قطاع التطبيقات قطاع ذو ربح و عوائد مالية ضخمة ومردود اقتصادي لمن استطاع النجاح فيه , والذي يعززه التوجه العالمي للاقتصاد الرقمي والرقمنة و الدفع الرقمي . لكن العوائد المالية الضخمة تحتاج جهد كبير و صعوبة بالغة لتحقيق الربحية و الاستمرار في السوق حيث أن كثير منها لايستطيع الصمود و تحقيق نجاح يستمر و يمتد عبر السنوات . ايضا الكثير منها على الرغم من نجاحه فإنه لا يستطيع تطبيق شروط شركة أبل او غوغل أكبر شركتين حاضنتين و مشغلين للتطبيقات.
ان من أهمية قطاع التطبيقات الاقتصادي تأثيره على مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى. حيث أن صناعة التطبيقات تخدم و توظف قطاعات مختلفة أخرى منها قطاع التسويق و المالية و التقنية و التجارة الالكترونية والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات الاقتصادية.
وعلى الرغم من الأهمية الاقتصادية لقطاع التطبيقات و كبر حجم سوقها وما تقدمه من سرعة وصول أسرع للخدمة المقدمة للمستهلك الا انه في منطقتنا تعتبر هذه الصناعة بحاجة الى تطوير. فعلى الرغم من كثرة التطبيقات الموجودة الا أن القليل منها هو المستخدم فعليا من المستهلك وذلك لتداعيات منها : قد يكون التطبيق لا يخدم حاجة فعلية لدى المستهلك أو طلب حقيقي للسوق , صعوبة استخدام التطبيق أو عدم وجود خطة تطويرية لمواكبة التشريعات الجديدة أو التقنيات الجديدة المقدمة أو عدم تسويقه للشريحه المستهدفة بطريقة جيدة أو ارتفاع اسعار الخدمات المطروحة بداخله أو ارتفاع نسبة عمولات البيع أيضا أو عدم الالتزام بتشريعات شركة أبل و غوغل للوصول للعالمية كلها اعتبارات يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند وضع خطة لطرح وتطوير تطبيق في السوق .ومع توجه مملكتنا للاقتصاد الرقمي و الخدمات التقنية المالية الحديثة أرى انه علينا ايجاد وتطوير صناعة تطبيقات مختلفة تأخذ بعين الاعتبار بايجاد ميزة تنافسية تضاهي السوق العالمي لتطبيقات الشركات المقيمة بمليار دولار أمريكي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال