الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تحل غدا الثلاثاء الثامن من سبتمبر الذكرى السنوية الاولى لتولي سمو وزير الطاقة الامير عبدالعزيز بن سلمان حقيبة وزارة الطاقة. خلال العام الاول للامير عبدالعزيز مرت أحداث وتحديات تاريخية يمكن وصفها بأنها احداث لم تمر على الوزراء الذين سبقوه خلال 60 عام الماضية منذ انشاء أول وزارة للنفط والثروة المعدنية في المملكة عام 1960م. وهنا نؤكد على عدم اجحاف جهود وزراء البترول السابقين ولكنهم لم يواجهوا خلال العقود الماضية التحديات التي واجهها عبدالعزيز بن سلمان خلال هذا العام، فقد اصبح للمملكة العربية السعودية صوتا قويا واثباتا حقيقيا في قطاع الطاقة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله.
هناك الكثير من الملفات المُعقّدة في وزارة الطاقة تمكن سموّه من ادارتها بكفاءة ومهنية، فالعام الاول له كان مليئاً بالأحداث التاريخية والتحديات التي قد لاتتكرر في تاريخ صناعة النفط، حيث استطاع “عبدالعزيز بن سلمان” تجاوزها بحرفية وبحكمه ودبلوماسية، فقد حوّل تلك التحديات إلى إنجازات ونجاحات. وهنا نسرد بعضها منذ توليه وزارة الطاقة في 8 سبتمبر 2019 وهي كالتالي:
** تحويل هجمات 14 سبتمبر على بقيق وخريص من كوارث الى انجازات:
خلال الأسبوع الأول لتوليه حقيبة وزارة الطاقة، شهدت صناعة النفط واسواقها هجمات إرهابية استهدفت مرافق النفط والغاز اضافة الى ناقلات في الخليج العربي، وكان أشدها وطأة والأكثر تدميراً في تاريخ صناعة النفط، هو ما شهده ليلة 14 سبتمبر من هجوم ارهابي على اكبر مرافق النفط في العالم في بقيق وخريص والذي أدى إلى الإيقاف المؤقت لـ 5.7 مليون برميل يوميا – قُرابة نصف انتاج المملكة-. استطاع سمو وزير الطاقة أن يعمل بروح الفريق مع الكوادر الوطنية في ارامكو السعودية، ونجح في عودة تصدير النفط بعد 36 ساعة فقط من الهجمات، ونجح أيضاً في عودة الإنتاج بعد أسبوعين فقط لمستويات ما قبل الهجوم وهو ما أذهل خبراء الطاقة في العالم.
** استدامة أسعار النفط بغض النظر عن أكبر هجوم على مرافق النفط في التاريخ:
حتى مع حدّة الهجمات على مرافق النفط في بقيق وخريص، تم الحفاظ على توازن السوق واستدامة الأسعار، والاستدامة هي ما يحتاجه المنتجين والمستهلكين. في الماضي كانت مثل هذه الأحداث تخل بالتوازن وتسبب اضطرابات كبيرة في السوق، ولكن جاءت جهود المملكة لتعزز التهدئة في السوق وإزالة حالة عدم اليقين، حيث عملت على استمرار الإمدادات واستقرار الاقتصاد العالمي بعيدا عن تقلبات حادة في الأسعار.
** نجاح تاريخي لطرح ارامكو السعودية:
بالرغم من الهجوم الإعلامي الخارجي الممنهج ضد طرح شركة ارامكو والتقييم المُجحف في قيمتها السوقيه على مدى ثلاث سنوات، نجح طرح ارامكو السعودية وتحققت هذه الرؤية والاستراتيجية الحكيمة وبُعد النظر على يد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله في المرحلة التي يُعتبر الاكتتاب فيها مناسب. فالموضوع نظرة استراتيجية واعدة قبل أن تكون نظرة استثمارية ربحية. ووصلت قيمة ارامكو السوقية بعد بداية التداول إلى 2 تريليون دولار خلافاً للتقييمات المُجحفة من بعض المُنظّرين العالميين. ولك ان تتخيل عزيزي القارئ ان سعر إغلاق سهم الشركة بنهاية تداولات امس الاحد كان 35.85 ريال بزيادة 3.85 ريالات عن سعر الطرح الذي كان 32 ريالا مع عدم احتساب منحة الاسهم المجانية.
شُمول إصلاحات الرؤية لطرح جزء يسير من ارامكو السعودية جاء في وقت مفصلي تحتاجه الشركة لتأمين مستقبلها لأنها لم تعد منظومة معزولة عن محيطها الخارجي وبعيدة عن الرقابة والتقييم المستمر. واخيراً فُتح الصندوق الأسود كما وعد ولي العهد.
جاء طرح جزء يسير من شركة ارامكو السعودية لضمان ديمومة هذا العملاق بالحيوية والكفاءة المطلوبة، وهذا لا يتحقّق إلا بأن تظهر كشركة تجارية طبيعية بقوائم مالية مُعلنة وبقيادة إدارية مُحترفة تعي تماماً أن هناك من يتابعها بدقة، ومجلس إدارة مُستقل وجمعية عُمومية تُقيّم وتُتابع مما يجعل الشركة تهتم اكثر بنوعية الطاقم الإداري فيها ومخرجاته.
اليوم نرى أن رؤية السعودية 2030 التي تُركّز في المقام الأول على تحضير المملكة لتتبؤ مكانتها في عالم الغد كوننا ضمن اقوى اقتصادات العالم، اصبحت ارامكو السعودية من ضمن الملفات التي شملتها إصلاحات الرؤية. الموضوع هنا يتعدى المنظور المادي – الذي يعتقده الكثير – بحكم مكانة المملكة كالمُورّد الأعلى موثوقية والعامل الأساس لاستقرار الاقتصاد العالمي.
** اتفاقية عودة الإنتاج من المنطقة المقسومة مع الكويت:
أحد أهم الملفات المتعثرة في وزارة الطاقة هو الاتفاق على استئناف إنتاج النفط من المنطقة المقسومة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت في نهاية ديسمبر الماضي، حيث كان هذا أحد الملفات الراكدة منذ شهر اكتوبر عام 2014 بعد تعليق الانتاج للأسباب بيئية وتقنية.
** تجاوز اكثر اجتماعات اوبك تعقيداً ونقل جهود اوبك+ الى السنة الرابعة على التوالي:
جهود سمو وزير الطاقة واضحة في استمرار التعاون بين منتجي أوبك وخارجها (اوبك+) والتي نقلت الاتفاقية إلى السنة الرابعة على التوالي عندما قاد وفد المملكة في الاجتماع الدوري 177 لمنتجي اوبك والاجتماع السابع للمنتجين خارجها مطلع شهر ديسمبر عام 2019. بمهارة ودبلوماسية قاد اوبك+ الى توافق منقطع النظير والاتفاق على تعميق خفض الإنتاج إلى 1.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية الربع الأول من عام 2020.
** قيادة كبار المنتجين للإتفاق على اكبر خفض لإنتاج النفط في التاريخ:
نجاح سعودي جديد لقيادة المملكة لمجموعة العشرين أنقذ الاقتصاد العالمي في احنك الظروف، بعد أن تمخّض اجتماع اوبك+ عن اكبر اتفاق لخفض الإنتاج على مدى تاريخ إنتاج النفط بتخفيض قرابة 10 مليون برميل يومياً يستمر على مدى سنتين بالتدرج في التخفيض لإمتصاص اكبر صدمة لإنخفاض الطلب على النفط ومشتقاته جرّاء تأثير تفشي فيروس كورونا للإستجابة السريعة لمتغيرات السوق وتدنّي الطلب العالمي على النفط نتيجة لتفشي فيروس كورونا والحاجة إلى احتواء أكبر صدمة على الطلب منذ الأزمة المالية عام 2008.
نجح سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان نجاحاً تاريخياً تمخّض عنه اعمق اتفاقية لتخفيض الإنتاج على مدى تاريخ صناعة النفط بانضمام كبار منتجين لأول مرة في التاريخ بتعاون تاريخي، هذا النجاح الهائل ليس لأن المملكة الأعلى تصديرا للنفط بل لأنها الأعلى تصديراً للموثوقية والمصداقية والحكمة والمواقف تجاه مصالح الجميع قبل ان تكون أكبر مُصدراً للنفط.
جاءت الاتفاقية بتحقيق الاستدامة في توازن في اسواق النفط على المدى المتوسط وليس على المدى القصير، حيث يبقى هدف المملكة هو ضمان أمن الطاقة العالمي من خلال توازن السوق ثم الاستدامة في الأسعار وضمان استمرار الامدادات، حيث شهدت اسواق النفط تأثيراً ملموساً تدريجياً بتقليص التخمة واستنزاف المخزونات النفطية
** مستويات غير مسبوقة من الامتثال للاتفاق التاريخي:
بفضل الاجتماع الشهري للجنة المراقبة الوزارية الذي اقترحه سمو وزير الطاقة، تتم مراقبة مستويات الامتثال عن كثب، كما ظهر في الاجتماع الوزاري الاخير الحادي والعشرين للجنة المشتركة لمراقبة الإنتاج: بعد الاتفاق على أكبر خفض في التاريخ في أبريل الماضي، حققت أوبك+ مستويات غير مسبوقة من الامتثال عند %97، بعد أن حقق العديد من المشاركين مستويات قياسية من الامتثال.
** الإعلان عن تطوير حقل الجافورة العملاق للغاز:
جاء تطوير حقل الجافورة العملاق في المنطقة الشرقية كأكبر حقل للغاز الغير تقليدي يتم اكتشافه في المملكة بكميات كبيرة تقدر بنحو 200 تريليون قدم مكعب ليقفز بالمملكة إلى مقدمة منتجي الغاز في العالم تأكيداً أن السعودية ماضية قُدماً في تنفيذ استراتيجيات المرحلة، وكل ما يدعم متطلبات رؤيتنا الطموحة لاقتصاد اقوى وتنويع مصادر الدخل، وذلك لأن الغاز يلعب دوراً مهماً وحيوياً كإحدى أهم ركائز التنمية المستدامة.
** اتفاقية بدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين السعودية والأردن:
مشروع الربط الكهربائي أيضاً مصحوب بإنشاء خط ألياف ضوئية يربط بين شبكات اتصالات البلدين، خطط الربط الكهربائي في المملكة عموماً تنسجم مع رؤية السعودية 2030 التي تُركز على استثمار الموقع الاستراتيجي للمملكة لجعلها مركزاَ إقليمياً لربط شبكات الطاقة الكهربائية وتبادلها حيث تُعد شبكة الكهرباء السعودية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
** الاتفاقية مع شركة “نيوم” للتعاون في مجالات الطاقة:
توقيع مذكرة تفاهم مع شركة نيوم تهدف إلى تنسيق وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة عموما، والطاقة المتجددة على وجه الخصوص، بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين، وتطبيق مراحل الاقتصاد الدائري للكربون، وتعزيز المحتوى المحلي، والابتكار والتطوير، والذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقةوتعزيز دورها وإسهامها في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التنموية.
** اكتشاف حقلين جديدين للنفط والغاز في المناطق الشمالية للمملكة:
حقلين جديدين للزيت والغاز في الأجزاء الشمالية من المملكة، وهما: حقل هضبة الحجرة للغاز في منطقة الجوف، وحقل أبرق التلول للزيت والغاز في منطقة الحدود الشمالية. مجلس الوزراء اثنى على ماتوليه وزارة الطاقة من جهود في أعمال التنقيب والإنتاج بما يدعم التنوع الاقتصادي في المملكة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال