الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعرّف المهندس في السعودية بأنه خريج كلية هندسة بشهادة معتمدة ومعادلة من التعليم العالي السعودي بشرط اجتيازه لاختبار هيئة المهندسين. بينما يعرّف المهندس الأجنبي (ضمنياً) في بعض الشركات الصغيرة بأنه خريج اي جامعة في اي تخصص أو حتى بدون شهادة (يفك الخط) ويعمل كمقاول او كمدير مشروع لمشروعات فردية صغيرة أو جزء من مقاولات كبيرة من الباطن.
وفي شركات اخرى اكبر يعرّف المهندس الأجنبي بأنه اي خريج هندسة من اي جامعة بالعالم يجتاز اختبار هيئة المهندسين وقد يكون هناك شرط خفي وهو أن يكون من اقارب مدير الشركة الأجنبي وربما صاحبها الفعلي (متستر عليه) وهو رجل غالباً يحمل جنسية دولة يعتمد جزء كبير من اقتصادها على المساعدات وتحويلات أبناءها العاملين بالسعودية. وهذا الرجل (المدير) يحمل على عاتقه توظيف جميع أبناء عائلته في هذه الشركة السعودية المسكينة.
قوة هيئة المهندسين تسببت بشكل مباشر في تحسين مستوى المهندسين الأجانب العاملين بالسعودية (شكلاً) بعد الزامهم بوجود خبرة عملية في مجال العمل لمدة خمسة سنوات للحصول على تأشيرة. إضافة لالزامهم باجتياز اختبار هيئة التخصصات وهذا ما قد يجعلنا نتلافى ما حدث في قضية مشروع كوبري الستين الشهير في جدة والذي تم التحقيق في جودة تنفيذه بعد اكتشاف أن مدير المشروع يحمل شهادة في مجال الزراعة.
ولكن بنفس الوقت دفعت قرارات هيئة المهندسين الكثير من المهندسين الأجانب للبحث عن أي شركة في بلده لتعطيه شهادة خبرة مزورة في نفس مجاله قبل قدومه للمملكة. حيث أن أغلبهم يعمل بعد تخرجه في وظائف دنيا مثل مندوب مبيعات أو بائع في بلاده وهذا منطقي في هذه البلدان التي لا تنفذ مشاريع تنموية ولا تحتاج للمهندسين المتخرجين من جامعاتها سنوياً بالالاف.
ستبدأ سعودة المهندسين مثل أي وظيفة أخرى تمت سعودتها، باعتبار المهندس السعودي مجرد عبء على الفريق، بل ستجده احيانا يجبر على الداوم من منزله ولا يكلف بأي مهام، لان وجوده قد يكشف له أموراً تفضح حال الشركة مثل الغش في مواد البناء والتلاعب في جداول الكميات وغير ذلك من أبواب سرقة المال العام، فتتم المحاولات لإقصاءه بتهميشه وعدم الحرص على تعليمه (الصنعه) واعتباره مجرد موظف مؤقت. وهذا ما سيحدث في المرحلة الأولى.
لن نتمكن من سعودة المهندسين بشكل (حقيقي) حتى نقضي على التستر التجاري في شركات المقاولات والمكاتب الهندسية وغيرها. وجهود وحملات وزارة التجارة وهيئة المهندسين وغيرهم مؤخراً هي المدخل والبداية الحقيقية لعصر جديد يكون فيه المهندس السعودي هو المصمم والمنفذ لشوارع وحدائق ومباني تنبض بالحياة وتؤسس للحضارة العمرانية السعودية، بدلاً من المهندسين الأجانب الساعين لتعظيم الربح على حساب الجودة (اكل فطير وأطير).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال