الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مرت أسواق النفط منذ بداية أزمة كورونا بالكثير من التقلبات التاريخية جرّاء الخوف من مستقبل تعافي نمو الطلب على النفط لمستويات ما قبل كورونا من جهة، ومن جهة أخرى زيادة عدد حالات الإصابة، إلا أنها كانت تحت السيطرة. وكان ذلك جلياً خلال الأشهر الثلاثة الماضية حيث بقيت الأسعار في نطاق ضيق قبل ان تهبط هذا الأسبوع تحت حاجز الأربعين دولار وتسجل أدني مستوى لها خلال الأشهر الثلاث الماضية، حيث انخفض خام برنت ليسجل 39.83 دولار وخام غرب تكساس عند 37.33 دولار. فما هي الأسباب التي قادت لهذه الخسائر:
* تراجع الطلب الصيني على النفط، وامتلاء المخزونات
* تباطؤ سرعة تعافي الاقتصاد العالمي والتصاريح الغير موفقة
* انخفاض الطلب على الوقود مع قرب نهاية موسمية فصل الصيف
الصين كانت من أولى الدول التي سيطرت على تفشّي فيروس كورونا وأعادت تشغيل مصافيها إلى مستويات ما قبل الأزمة. بل إنها كانت تقريبا طوق النجاة لاستمرار الطلب على النفط حيث وارداتها من النفط في شهر يونيو الماضي رقما قياسيا عند 12.99 مليون برميل يوميا، بينما الطلب الصيني على النفط أخذ مسار هبوطي بعد ذلك ليتدنى في شهر أغسطس الى 11.18 مليون برميل. هذا الانخفاض جاء لأسباب عدة منها امتلاء المخزونات وعدم قدرة المصافي لاستيعاب المزيد، إضافة لذلك إغلاق الحدود الصينية – الهندية وعدم قدرة الصين على تسويق مشتقاتها البترولية إلى الهند.
النظرة لعودة الاقتصادات العالمية وسرعة التعافي أصبحت أكثر ضبابية مع تجدد ارتفاع الحالات في الهند وغيرها من الدول مما قد يؤدي لتباطأ التعافي الاقتصادي. كما أن التصريحات الغير موفقة من وزير الطاقة الروسي نوفاك ألكسندر وتفسيرها خارج نطاقها بعثت بالخوف في نفوس أصحاب رؤوس الأموال من إمكانية الاستمرار والتعاون تحت إطار اتفاقية “أوبك+”. من وجهة نظري هذه المخاوف ليست في محلها حتى وإن كانت روسيا مستمرة في الاتفاقية بل لن نستغرب الحديث عن العودة لمستويات التخفيض في شهر مايو إذا استمرت الأسعار عند نفس المستويات الحالية. إضافة لذلك الضغط أكثر على الدول الأخرى لرفع من حصتها والتعويض ليصبح بذلك التخفيض عند مستويات 8.8 مليون برميل عوضا عن 7.7 مليون برميل يوميا.
بلا شك بأن نهاية الطلب القوي على وقود المواصلات في الولايات المتحدة الأمريكية في فصل الصيف وانخفاض الطلب على الوقود عالمياً كان له أثر في انخفاض الأسعار حيث يمثل فصل الصيف ذروة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة الأمريكية. إضافة لذلك اقتراب فترة صيانة المصافي واحتمالية تمديد فتراتها نظرا لضعف هوامش الربح في مصافي التكرير وهو ما سوف يقلص الطلب على النفط، لتدارك الأمر والمحافظة على الأسعار يجب أن تنعكس متغيرات السوق على استراتيجية أوبك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال