الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اسمحو لي ان اخرج قليلا عن طرح المواضيع الاقتصادية والأمور المتعلقة بالموارد البشرية او سوق العمل، لانني لا اعلم لِمَ لَم أتقبل المشاهد الاخيرة لبعض من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وتغطيتهم للباعة المتجولين على الطرقات ومحاولة دعمهم بهذه التغطيات، لا اعلم لم يراودني احساس بان هنالك خطا ما، ودون الدخول في نوايا اَي منهم ومع احسان الظن بهم، الا انني ارى ان ممارسات كهذه قد تكون ككرة الثلج التي حتما ستسقط عليهم او كالفقاعه والتي ستنفجر بوجه احدهم قريبا، لان بعض الصور واللقطات التي تصل إلينا بها إساءة اكبر من قيمة جهاز هاتف (ايفون جديد)، وقد (تلصق) هذه الاساءات والصور واللقطات بهذه العائلة او تلك لمدة اطول.
يؤكد البعض من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي انهم لا يتقاضون ريالا واحدًا مقابل تلك التغطيات بل انهم يعتبرونها تكافلا او مسؤولية اجتماعية وهو امر في ظاهره صحيح ورواية صحيحة، لكن يجب ان نوضح ان المكاسب ليس كلها مبالغ نقدية مباشرة، بل هناك تعاطف شعبوي كبير يتحصل عليه اَي مشهور لتغطيات كهذه ويصاحب ذلك (ترندات) تعزز من اعداد متابعيه وبالتالي تدعم إعلاناته المدفوعة لاحقا وهذه ايضا روايه يجب ان نضعها بالاعتبار ايضا.
وما يؤكد صحة الرواية الاخيرة هو ان بإمكان هؤلاء المشاهير دعم منتجات وخدمات هؤلاء الباعة المتجولين بل والتسويق لها دون التطرق لأشخاصهم او قصصهم الشخصية او تصوريهم أسوة بما يقوموا به بالإعلانات المدفوعة وبالتالي تتحقق المسؤولية الاجتماعية ويبرز التكافل بشكله الصحيح، اما غير ذلك فهي فوضى وان كانت بنوايا حسنه من بعضهم، ومظهر لا يليق بنا ونحن نستهدف رؤية 2030 منتقلين بها من الرعوية الى التنموية وتمكين المواطنين من خلال منظومة الخدمات الاجتماعية.
ولا ننسى ان كل تلك الممارسات قد تُفَسّر وقد يقاضي فيها باعة الطرق المتجولون هؤلاء المشاهير من خلال المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية والتي تنص على مايلي : يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنه وبغرامة لاتزيد عن خمسمائة الف ريال ، او بإحدى هاتين العقوبتين، كل شخص يرتكب اَي من الجرائم المعلوماتية الآتية ومنها:
4-المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا او ما في حكمها
5- التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة
وفي الختام ولاني اظن ان بعض هؤلاء المشاهير فيهم من الخير أكثره ، لذا فاني اقترح على وزارة التنمية الاجتماعية ان تضع يدها بيد هؤلاء المشاهير وخاصة ذوي الأيادي البيضاء منهم، بل وتجعل منهم سفراء لها وتطلق بالشراكة معهم مبادرات يمكن من خلال تنظيم دعم هؤلاء الأسر والباعة ومن في حكمهم بطرق تحفظ لهم كرامتهم وتحقق لهم الأثر والاستدامة لان الهدف الأسمى هو إعانتهم وليس إهانتهم.
الخلاصة يقول نيلسون مانديلا (ليس حرا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة )
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال