الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد ارتفاع ترتيب السعودية في مؤشر الابتكار العالمي بمرتبتين عن العام الماضي وفق لإعلان مؤشر الابتكار العالمي (GII) لترتيب الدول في مطلع الشهر الحالي لعام 2020م وظهور كثير من الأفكار التي تُرجمت وفق ممارسات وعمليات من كفاءات عالية وباستخدام أحدث التقنيات لتنتج مخرجات غيرت شكل الحياة بجودة أكبر ازداد تداول مصطلح (الابتكار) كثيراً، قد نحب الابتكار لكن كثير لا يحبونه إذ يتبادر لأذهانهم أنه عمل إضافي بلا نتائج أو أسوأ من ذلك بفقد بعض الوظائف، وهذا ما يجعل الناس بين مغير ومتغير ولو بعد حين بل وحتى على مستوى منظمات الأعمال هناك من يغير البيئة إيجابياً ونقصد هنا البيئة الخارجية (لبديهية تغير البيئة الداخلية) وتأثيرها على المجتمع بكافة أصعدته، يحدث أن نجد أفكار ليست بالغريبة علينا لكنها جديدة! كيف حدثت؟ ومتى؟ ولماذا لم أقم بها؟ الفكرة بذاتها ليست ابتكار! يقول جون آر شيرميرهورن: ” الابتكار يبدأ بالفكرة ثم تطبيقها لتنتقل إلى حيّز الممارسة والإنتاج، وأخيراً انتقالها إلى السوق لتدخل حيز التنافسية”.
إن جوهر التحول هو إدارة الابتكار لجيل جديد من الممارسات يحول الأفكار إلى حزمة من الميزات والفوائد التي تلبي احتياج العملاء بل وتخلق قيمة مضافة، لتصبح هذه التقنيات والتصميمات حل حقيقي لمشاكل موجودة، إن إدارة الابتكار تخلق روابط وثيقة بين التصميم والتقنية والتسويق وكافة الإدارات الأخرى وتديرها لتترجم الأفكار لأعمال، فهو نظام مكون من أربع عمليات: (خلق منتجات جديدة، إيجاد قدرات جديدة، تطوير الأعمال، تطوير الاستراتيجية)، ينظم العمل بينها ويخلق الانسجام والتناغم بدمج وتكامل الإدارات المختلفة فكل منها يملك جزء من الصورة التي تكتمل بذلك الترابط الذي بدأته فكرة وعملت عليه إدارة الابتكار، ومن هنا تبرز أهمية كل عضو في المنظمة باختلاف الأدوار و المهام ولأنه يحدث نقله نوعية مختزلاً بذلك الوقت والكثير من الإجراءات التي من شأنها تأخير المنجزات والتقدم على كافة الأصعدة فإنه يواجه بقدر تلك القفزات تحديات وعقبات، ومثلما أن الفرد في المنظومة هو سر الابتكار ونجاحه بدءاً من الفكرة حتى استقرارها كعمل دائم مليء بالمنجزات إلا أنه هو التحدي الأكبر للابتكار ونجاحه!
الابتكار هو الشريان الحقيقي لأي منظمة، للتكيف مع المتغيرات الداخلية والخارجية وخلق فرص جديدة، ولضبط الجودة لا يعني أن نسير على نفس النمط يجب فصل الارتباط بالممارسات الاعتيادية والنظر لها بأنها ملزمة، كما أن لكل عمل بعد زمني فهناك استراتيجيات ذكية بعيدة المدى نيسر نحولها بشكل تدريجي تصاعدي، وخطط مبتكرة قصيرة المدى ذات نتائج سريعة وفعاله تتطلب تعاون خلاق.
ولأن المملكة في تصاعد ملحوظ ومستمر وتملك الإمكانات والكفاءات العالية والموارد البشرية الجبارة بقيادة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبهمم تناطح السحاب، بات من الضروري تفعيل دور الابتكار في كافة المنظمات في القطاعين العام والخاص لتصنع الفرق الإيجابي الذي يظهر أثره جليّاً على جودة الحياة، لتبقى السعودية عالية في كل الميادين كما هي دائماً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال