الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ظهر مؤخرًا علم جديد يعرف بعلم اقتصاد النيرو، وهو علم يجمع بين علم الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع. ويعتبر حقل متعدد التخصصات يسعى لشرح عملية اتخاذ القرار البشري، والقدرة على معالجة بدائل متعددة واختيار البديل الأمثل. كما يدرس كيفية صياغة السلوك الاقتصادي لمفهومنا للدماغ، وكيف يمكن لاكتشافات العلوم العصبية تقييد وتوجيه النماذج الاقتصادية والاختيارات ذات الجودة والمردود الاقتصادي الفعال.
وفي شرح اقتصادي نفسي اجتماعي لماهية هذا العلم نجد أن معهد المحللين الماليين في أمريكا يشير إلى هذا العلم في إحدى نشراته بذكره أن علم اقتصاد النيرو يقوم على تصوير نشاط الدماغ ومن ثم الربط مع الاقتصاد التجريبي بهدف دراسة المنشأ العصبي لاتخاذ القرارات الاقتصادية وذلك بمقارنة تدفق الدم إلى أجزاء مختلفة من الدماغ قبل وأثناء وبعد اتخاذ القرار، وأنه يمكن ربط مناطق معينة من الدماغ مع عملية اتخاذ القرار بالإضافة إلى دراسة التراكيز الكيمائية في الدماغ للحصول على رؤى حول استجابة الفرد لأي حدث او نشاط ما.
ومن جانب آخر، جاءت دراسة علمية لتؤكد أن عملية تحليل التراكيز الكيميائية في الدماغ من شأنها أن تعطي استدلالات عديدة حول العوامل المؤثرة في اتخاذا القرارات سواء كانت ناتجة عن أسباب إدراكية لها علاقة بكيفية معالجة المعلومة وهذه الأسباب قد يمكن التحكم ، أو أسباب عاطفية يصعب عملياً التحكم فيها. حيث أشارت هذه الدراسة إلى وجود اثنين من النواقل العصبية وهما الدوبامين والسيروتونين يعملان على تشجيع الشخص لاتخاذ قرار ما وبالأخص في المجالات الاقتصادية. موضحة أنه من المعروف علميًا أن الناقل العصبي الدوبامين يعمل على توفير مشاعر الدافعية لتحفيز الإنسان على القيام أو مواصلة بعض الأنشطة. وأن الناقل العصبي السيروتونين يرتبط انخفاضه في الجسم بمشاكل القلق المبنية على التنبؤ المستقبلي، بما فيها التنبؤات الاقتصادية للمستقبل.
وتتضح أهمية هذا العلم في التعليم سواء التعليم العام أو التعليم العالي، في عملية اتخاذ القرار التي يقوم بها الطالب للالتحاق في تخصص ما منذ المرحلة الثانوية (علمي – أدبي – صناعي). حيث نجد أن أغلب الطلبة يقدمون على تفضيل مسار ما على المسار الآخر في ضوء الجوانب النفسية والجوانب الاجتماعية ودون القيام بالتنبؤ بالنتائج المستقبلية الاقتصادية لهذا التخصص وهذا يعني التركيز على الجانب النفسي والجانب الاجتماعي فقط فيما يخص الاقتصاد العصبي، مع إهمال الجانب الآخر ذو الأهمية المستقبلية وهو الجانب الاقتصادي. ومن هنا تأتي أهمية مشاركة جميع المعنيين بدراسة الطالب في هذا المسار وفي توجيه الطالب وقبوله في هذا المسار. مع ضرورة الإشارة إلى أن هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية تقوم بجزء من هذا التوجيه، إلا أنه من الضرورة وجود جهات أخرى تهتم بالجانب الاقتصادي، والجانب النفسي، وكذلك الجانب الاجتماعي، حيث أن عملية دراسة المتغيرات هذه في الاقتصاد العصبي ( الجانب الاقتصادي – الجانب النفسي – الجانب الاجتماعي) لدى الطالب قبل ولوجه لأي تخصص، من شأنه بمشيئة الله عز وجل التقليل من مخاطر اتخاذه لهذا القرار المتمثلة بالضرر المتعلق به شخصيًا، أو الضرر المتعلق بالجهات المعنية باختياره لهذا التخصص. وعملية التقليل من هذه المخاطر في المدخلات التعليمية سوف يؤدي إلى انتاج المخرجات المطلوبة بمشيئة الله عز وجل بشكل قوي جدًا، وسوف يقلل من الكلفة الاقتصادية التي تتحملها الدولة في ولوج طالب إلى مسار محدد ومن ثم تسربه من هذا المسار سواء بالانسحاب ، أو التحويل من تخصص إلى تخصص آخر ، أو حتى التخرج ولكنه تخرج بكفاءة منخفضة نسبيًا إن لم تكن منخفضة كليًا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال